الإعراب:
قراءة القصر في:
وما آتيتم من ربا راجعة إلى معنى المد؛ لأن معناه: ما جئتم من ربا، ومجيئهم هو على وجه الإعطاء له.
ومن قرأ: {لتربو في أموال الناس} ؛ فمعناه: لتصيروا ذوي ربا، ومن قرأ: {ليربو} ؛ فالفاعل (الربا) المتقدم.
وقوله:
وكان حقا علينا نصر المؤمنين : يجوز أن يكون {علينا} صفة لـ ( حق) ؛ فيكون فيه ذكر منه، ويجوز ألا يكون فيه ذكر منه؛ على أن يتعلق بـ ( حق) ؛ كما قال:
فحق علينا [الصافات: 31]، و
حقيق على [الأعراف: 105]،
فحق عليها القول [الإسراء: 16]، ويكون {حقا} خبر {كان}.
ويجوز أن يتعلق {علينا} بمحذوف، ويكون خبرا لـ {كان}، ويكون {حقا} حالا، والعامل فيها {كان}، وذو الحال
نصر المؤمنين .
[ ص: 227 ] ولا يجوز أن يتعلق {علينا} بـ {نصر}، ولا بـ {المؤمنين} ؛ لأنهما موصولان، فلا يتقدم عليهما معمولهما.
ويجوز أن يضمر في {كان} اسمها، ويرفع {نصر} بالابتداء، و {علينا} الخبر، و {حقا} مصدر.
ويجوز رفع ( حق) على أنه اسم {كان} ؛ لأنه موصوف بـ {علينا}، ويكون الخبر قوله: {نصر}.
ويجوز رفع ( حق) و {نصر} بالابتداء والخبر، ويضمر في {كان} (الأمر)، أو (الحديث).
وقوله: {فانظر إلى أثر رحمت الله}: الإفراد؛ لأنه مضاف إلى مفرد و (الأثر) فاعل {يحيي}، ويجوز أن يكون الفاعل اسم الله تعالى.
ومن قرأ:
إلى آثار رحمت الله ؛ بالجمع؛ فلأن
رحمت الله يجوز أن يراد بها الكثرة؛ كما قال:
وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها [النحل: 18]، وفاعل {يحيي} على هذا اسم الله تعالى.
ومن قرأ: {تحيي} ؛ بالتاء، وهو يفرد {آثار} ؛ ذهب بالتأنيث إلى لفظ
[ ص: 228 ] (الرحمة) ؛ لأن أثر الرحمة يقوم مقامها، فكأنه هو الرحمة، و {كيف تحيي}: جملة في موضع نصب على الحال؛ على الحمل على المعنى؛ لأن اللفظ لفظ الاستفهام، والحال خبر؛ والتقدير: فانظر إلى أثر رحمة الله محيية الأرض بعد موتها.
وتقدم القول فيما لم أذكره ههنا من القراءات.
هذه السورة مكية، وعددها في المدني الأخير والمكي: تسع وخمسون آية، وفي بقية الأعداد: ستون آية.
اختلف منها في أربع آيات:
الم [1]: كوفي.
غلبت الروم [2]: كوفي، وبصري، ومدني الأول، وشامي.
في بضع سنين [4]: المدني الأخير، والمكي، والبصري، والشامي.
يقسم المجرمون [55]: المدني الأول.