التفسير:
قوله تعالى: وله الحمد في الآخرة : قيل: هو قوله تعالى:
وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده [الزمر: 74]، [وقيل: هو قوله]:
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين [يونس: 10].
[ ص: 321 ] وقوله:
يعلم ما يلج في الأرض أي: ما يدخل فيها من قطر وغيره،
وما يخرج منها : من نبات وغيره،
وما ينزل من السماء وما يعرج فيها : من الملائكة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وغيره.
[وقوله:
لا يعزب عنه أي: لا يغيب].
وقوله:
ليجزي الذين آمنوا أي: لا يغيب عنه شيء؛ ليجزي المحسن والمسيء.
وقيل: المعنى: قل: بلى وربي لتأتينكم؛ ليجزي الذين آمنوا.
وقيل: المعنى: أثبت ذلك في كتاب مبين؛ ليجزي الذين آمنوا.
وقوله:
ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق : قال قتادة، هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وغيره: هم المؤمنون من أهل الكتاب؛
nindex.php?page=showalam&ids=106كابن سلام ونظائره، وهذا معطوف على ليجزي، على ما تقدم من التقديرات فيه، ويجوز أن يكون مستأنفا.
وقوله:
ويهدي إلى صراط العزيز الحميد : ليس بمعطوف على ما تقدم؛ لأن الله تعالى لم يحص أعمال الخلق؛ ليهتدوا كلهم إلى صراط مستقيم، لكنه مستأنف؛ على تقدير؛ وهو يهدي.
وقوله:
وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد [ ص: 322 ] أي: على رجل ينبئكم بالبعث إذا أكلتكم الأرض.
وتقدير إعراب الآية مذكور في الإعراب.
وقوله:
أفترى على الله كذبا أم به جنة : هذا مردود على ما تقدم من قول المشركين؛ والمعنى: قال المشركون: أفترى على الله كذبا أم به جنة؟
وقوله:
أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض : أعلم الله تعالى أن الذي قدر على خلق السماوات والأرض وما فيهن قادر على البعث، وعلى تعجيل العقوبة لهم.
وقيل: المعنى: أفلم يروا أن السماوات والأرض محيطتان بهم من كل جانب؟ إن يشأ الله يأمر الأرض؛ فتخسف بهم، أو السماء؛ فتسقط عليهم كسفا.
وقوله:
إن في ذلك لآية لكل عبد منيب أي: تائب.
وقوله:
يا جبال أوبي معه والطير أي: سبحي، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره.
وقيل: المعنى: سيري معه حيث شاء؛ من (التأويب) الذي هو سير النهار.
وقيل: هو من (التأويب) الذي معناه: الرجوع، ومبيت الرجل في منزله، وأصله: من سرعة رجع أيدي الإبل وأرجلها في السير الحثيث.
[ ص: 323 ] وقيل: معناه: ترجيع التسبيح.
وقوله: {والطير}: قيل: معناه: وسخرنا له الطير، وقيل: هو معطوف على موضع
يا جبال .
وقوله:
وألنا له الحديد : قال الحسن: صار في يده مثل العجين.
قتادة: كان يعمله بغير نار.
وقوله:
أن اعمل سابغات أي: دروعا سابغات؛ يعني: تامات.
وقوله:
وقدر في السرد : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد: {السرد}: حلق الحديد.
قتادة: {السرد} المسامير التي في حلق الدروع، [اشتقاقه من المتابعة في حلق الدروع ومساميرها، ومنه: (سرد الكلام) ؛ للمتابعة بين حروفه.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: المعنى: قدر المسامير في حلق الدروع]؛ حتى تكون بمقدار، لا تغلظ المسمار فيفصم الحلقة، ولا ترقه وتوسع الحلقة.
وقوله:
ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر أي: وسخرنا لسليمان الريح، وكانت الريح تسير به إلى انتصاف النهار مسافة شهر، وتروح به إلى الليل مثل ذلك، قاله قتادة وغيره.
[ ص: 324 ] وقوله:
وأسلنا له عين القطر : {القطر}:
النحاس، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: أسال له منها عينا يستعملها فيما يريد.
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش: كانت تسيل كما يسيل الماء، ولم يذب
النحاس -فيما روي- لأحد قبله.
وقوله:
ومن يزغ منهم عن أمرنا أي: يعدل عنه.