التفسير:
[قيل: إن معنى] نداء
نوح -عليه السلام- دعاؤه على قومه بالغرق، وقيل: دعاؤه أن ينجيه وأهله من الكرب العظيم.
وقوله: وتركنا عليه في الآخرين يعني: الثناء الجميل، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وغيره.
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد: المعنى: وتركنا عليه في الآخرين يقال:
سلام على نوح في العالمين أي: تركنا عليه هذه الكلمة باقية.
وقوله:
وإن من شيعته لإبراهيم أي: هو على دينه ومنهاجه، والهاء في {شيعته}
لنوح، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: هي
لمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله:
إذ جاء ربه بقلب سليم أي: سليم من الشرك.
وقوله:
أإفكا آلهة دون الله تريدون فما ظنكم برب العالمين أي: فما ظنكم به وقد عبدتم غيره؟
وقوله:
فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم قال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: قال له قومه: تحضر معنا عيدنا، فنظر إلى نجم طالع، فقال: إن هذا النجم لم يطلع قط إلا لسقمي.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : المعنى: أنهم لما كلفوه الخروج معهم; تفكر فيما يعمل; فالمعنى
[ ص: 446 ] على هذا: أنه نظر فيما نجم له من الرأي; أي: فيما طلع له منه، فعلم أن كل حي يسقم، فقال: إني سقيم.
الخليل، nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد: يقال للرجل إذا فكر في الشيء يدبره: (نظر في النجوم).
وقيل: كانت الساعة التي دعوه إلى الخروج معهم فيها ساعة تعتاده فيها الحمى.
وقيل: المعنى: نظر فيما نجم من الأشياء، فعلم أن لها خالقا ومدبرا، وأنها تتغير، وأنه يتغير كتغيرها، فقال: إني سقيم.
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك: معنى
فقال إني سقيم مطعون، وكانوا يهربون من الطاعون، ودل على ذلك قوله:
فتولوا عنه مدبرين .
وقوله:
فراغ عليهم ضربا باليمين أي: بيده اليمنى، وقيل: بقوته، وقيل: بيمينه التي حلف بها؛ إذ قال:
وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين [الأنبياء: 57].
وقوله:
فأقبلوا إليه يزفون أي: يسرعون، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد. nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : [يمشون، وقيل: المعنى يمشون] بجمعهم على مهل، آمنين أن يصيب أحد
[ ص: 447 ] آلهتهم بضر، وقيل: المعنى: يتسللون تسللا بين المشي والعدو، ومنه: (زفيف النعامة).
ومن قرأ: {يزفون} فمعناه: يزفون غيرهم، أي: يحملونهم على الزفيف، وقيل: هما لغتان، يقال: (زف القوم، وأزفوا) و (زففت العروس، وأزففتها).
ومن قرأ: {يزفون} بالتخفيف، فهو من (وزف) إذا أسرع، ويجوز أن يكون أصلها: {يزفون} فخففت; استثقالا للتضعيف.
وقوله:
قال أتعبدون ما تنحتون : [يعني: الأصنام التي نحتوها بأيديهم].
والله خلقكم وما تعملون : قيل: معناه: خلقكم وما تعملون منه الأصنام; يعني: الخشب، والحجارة، وغيرهما.
وقيل: إن {ما} استفهام; ومعناه: التحقير لعملهم.
وقيل: هي نفي; والمعنى: وما تعملون ذلك، لكن الله خالقه.
والأحسن أن تكون {ما} مع الفعل مصدرا، والتقدير: والله خلقكم وعملكم
[ ص: 448 ] وهو مذهب
أهل السنة: أن
الأفعال خلق لله عز وجل، واكتساب للعباد.
وقوله:
وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين يعني: هجرته إلى
بيت المقدس، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : [ذاهب بعمله، وقلبه ونيته] وقيل: قال ذلك حين أرادوا إلقاءه في النار.
وقوله:
فبشرناه بغلام حليم يعني: إذا كبر.
وقوله:
فلما بلغ معه السعي أي: شب، وبلغ العمل، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، غيره: بلغ ثلاث عشرة سنة.
وقوله:
إني أرى في المنام أني أذبحك يعني: أنه أمر بذلك في منامه.
فانظر ماذا ترى أي: تشير به، فقال له الذبيح:
يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين .
والذبيح مختلف فيه، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر، وغيرهما: أنه
إسماعيل، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وغيرهما أنه
إسحاق، وروي ذلك أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .