التفسير: 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس   : 
 {الأيدي}: القوة، والعبادة، والطاعة، و {الأبصار}: الفقه في الدين. 
وقيل: {الأيدي}: النعم التي أنعم الله بها عليهم. 
وقيل: المعنى: أصحاب النعم التي قدموها من الأعمال الصالحة، وهذا اختيار 
 nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري،  قال: وهو تمثيل بالرجل تكون له عند الرجل يد، على ما تستعمله العرب.  
[ ص: 500 ] وقوله: 
إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار  : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة   : المعنى: أنهم يذكرون بطاعة الله عز وجل. 
 nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك:  المعنى: بخوف ذكرى الدار، فكانوا يرغبون في الآخرة ويزهدون في الدنيا، وتقدير الكلام مذكور في الإعراب. 
وقوله: 
هذا ذكر  : قيل: المعنى: هذا ذكر حسن في الدنيا، وشرف لهؤلاء المذكورين، وقيل: المعنى: هذا القرآن ذكر للمؤمنين. 
وقوله: 
وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب أي: مفتحة لهم أبوابها من غير معالجة من سكانها. 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن   : يقولون للأبواب: انفتحي، انغلقي، فتطيعهم. 
وتقدم ذكر 
قاصرات الطرف  . 
ومعنى {أتراب}: أنهن على سن واحدة، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة،   nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد   : أمثال، 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي:  متآخيات، لا يتعادين، ولا يتغايرن. 
وقوله: 
هذا وإن للطاغين لشر مآب  : يجوز أن يكون تقديره: الأمر هذا; فيوقف على {هذا} وكذلك إن قدر المعنى على: هذا الذي وصفته للمتقين. 
وقوله: 
هذا فليذوقوه حميم وغساق  : قيل: المعنى: هذا حميم وغساق، فليذوقوه;  
[ ص: 501 ] فلا يوقف على: {فليذوقوه} . 
[ويجوز أن يكون {فليذوقوه} خبرا عن {هذا} ودخلت الفاء؛ للتنبيه الذي في {هذا} فيوقف على {فليذوقوه} ويرتفع {حميم} على تقدير: هذا حميم. 
ويجوز أن يكون قوله: {هذا} في موضع نصب بإضمار فعل يفسره {فليذوقوه} ويبتدأ 
حميم وغساق على تقدير: هذا حميم وغساق. 
و (الغساق) في قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة:  ما يسيل من بين الجلد واللحم. 
 nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك:  هو شيء بارد يحرق كما تحرق الحمى. 
 nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد:   (الحميم): دموع أعينهم تجمع في حياض النار، فيسقونه، و (الغساق): الصديد الذي يخرج من جلودهم. 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي:   (الغساق): الذي يسيل من أعينهم ودموعهم، يسقونه مع الحميم. 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد   : (الغساق): أبرد البرد، وهو القيح الغليظ. 
كعب:   (الغساق): عين في جهنم تسيل إليها حمة كل ذات حمة، فتستنقع بها.  
[ ص: 502 ] وقوله: 
وآخر من شكله أزواج  : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود:  هو الزمهرير. 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن   : {أزواج}: ألوان من العذاب. 
 nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة   : 
من شكله  : من نحوه. 
وقوله: 
هذا فوج مقتحم معكم  : (الفوج): الجماعة والفرقة; والمعنى: مقتحم معكم في النار، وهذا من قول الملائكة لأهل النار، والمعنى: يقولون لهم: هذا فوج. 
وقوله: 
لا مرحبا بهم  : من قول أهل النار; والمعنى: لا اتسعت منازلهم في النار. 
وقوله: 
إنهم صالو النار  : قيل: إنه متصل بقوله: 
لا مرحبا بهم من قول المتقدمين في النار، وقيل: هو من قول الملائكة، متصل بقولهم: 
هذا فوج مقتحم معكم  . 
ثم قال الفوج المقتحم للمتقدمين في النار: 
بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا ، أي: أنتم أوردتمونا هذا العذاب بإضلالكم إيانا، ثم قال الفوج المقتحم أيضا: 
ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار أي: أضعف عذابه، وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود:  معنى 
عذابا ضعفا في النار  : الحيات والأفاعي. 
وقوله: 
وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار  : هذا من قول أكابر  
[ ص: 503 ] المشركين، يعنون بـ (الرجال): ضعفاء المسلمين. 
أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار  : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد   : المعنى: أتخذناهم سخريا، فأخطأنا أثرهم في النار، أم زاغت أبصارنا عنهم؟ أي: أهم في النار لا نعرف مكانهم، أم لم تقع أعيننا عليهم؟ 
وقيل: إن {أم} بمعنى: (بل). 
وقوله: 
قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون  : يعني: القرآن، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد  ، وقيل: يعني: ما قصه من خبر أهل النار. 
وقوله: 
ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون  : قيل: (الملأ الأعلى): الملائكة، وروي: أن اختصامهم في كفارات بني 
آدم،  فإنهم قالوا: إن الكفارات نقل الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء عند المكروهات، والتعقيب في المساجد بعد الصلوات، روي ذلك في خبر طويل عن النبي صلى الله عليه وسلم. 
وقيل: (الملأ الأعلى): الملائكة، والضمير في {يختصمون}: 
لقريش;  يعني: قول من قال منهم: إن الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. 
وقيل: (الملأ الأعلى) ههنا: 
قريش،  يعني: اختصامهم فيما بينهم سرا، فأطلع الله تعالى نبيه -عليه الصلاة والسلام- على ذلك. 
وقوله: 
إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين أي: إن يوحى إلي إلا الإنذار.  
[ ص: 504 ] وقوله: 
ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي  : 
 (اليدان): صفة من صفات الله -عز وجل- وقيل: عبر بـ(اليدين) عن القدرة، وقيل: عبر بهما عن القوة. 
وقيل: ذكرتا تأكيدا على ما تستعمله العرب من نحو قولهم: (هذا ما جنته يداك) فمعنى 
لما خلقت بيدي على هذا: لما خلقته. 
[وقيل: المعنى: لما خلقت لنعمتي; نعمة الدنيا، ونعمة الآخرة، فالباء بمعنى اللام]. 
وقوله: 
قال فالحق والحق أقول  : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس   : المعنى: فأنا الحق، 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد   : المعنى: فالحق مني، والحق أقول، وهذا على قراءة من رفع ومن نصب، فعلى تقدير: فالحق قلت، والحق أقول، أو على: أحق الحق، أو على القسم، نحو: (الله لأفعلن) ومن جر فعلى القسم. 
وقوله: 
وما أنا من المتكلفين أي: لا أتكلف، ولا أتخرص ما لم أؤمر به. 
وقوله: 
ولتعلمن نبأه بعد حين أي: لتعلمن أن القرآن وما وعدتم به فيه حق، ومعنى 
بعد حين  : بعد الموت، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة،   nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي:  يوم 
بدر،   nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد:  يوم القيامة.