التفسير :
قوله تعالى :
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : هم أهل
مكة ،
والذين آمنوا وعملوا الصالحات : الأنصار ، وقيل : هما عامتان ، ومعنى
أضل أعمالهم : أبطلها .
وقوله :
وأصلح بالهم أي : شأنهم ، عن مجاهد وغيره ، و (البال ) : كالمصدر ، ولا يعرف منه فعل ، ولا تجمعه العرب إلا في ضرورة الشعر ، فيقولون فيه : (بالات ) .
المبرد : قد يكون (البال ) في موضع آخر بمعنى : القلب ، يقال : (ما يخطر هذا على بالي ) ؛ أي : على قلبي .
[ ص: 151 ] وقوله :
ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل : [أي : الأمر ذلك ، أو ذلك الإضلال والهدى المتقدم ذكرهما من أجل أن الذين كفروا اتبعوا الباطل ] ، وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم .
كذلك يضرب الله للناس أمثالهم أي : كالبيان المذكور يبين الله للناس أمر الحسنات والسيئات .
وقوله :
فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب : خص {الرقاب} بالذكر ؛ لأن القتل أكثر ما يكون فيها .
حتى إذا أثخنتموهم أي : أكثرتم القتل .
وقوله :
ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم أي : ذلك الذي أمركم به هو الحق ، ولو يشاء الله لانتصر من الكفار بعقوبة ينزلها بهم ، ولكنه أراد أن يختبركم ، فيعلم المطيع من العاصي العلم الذي يقع به الثواب والعقاب .
وقوله :
والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم : قيل : يعني به : أهل أحد .
{سيهديهم} أي : إلى ما ينتفعون به في دنياهم وأخراهم .
ومن قرأ : {قتلوا} ؛ فمعناه : سيهديهم إلى الجنة ، أو سيهدي من بقي منهم .
[ ص: 152 ] ومعنى
عرفها لهم : عرفهم مساكنها ، وبيوتها ، وطرقها .
وقيل : المعنى طيبها لهم ، ومنه : (طعام معرف ) ؛ أي : مطيب .
[وقيل : المعنى : رفعها لهم ، مأخوذ من (العرف ) ] .
وقيل : المعنى : عرف المطيعين أنها لهم .
وقوله :
فتعسا لهم : قال ثعلب : (التعس ) : الشر ، وقيل : هو البعد .
ابن السكيت : (التعس ) : أن يخر على وجهه ، و (النكس ) : أن يخر على رأسه ، قال : و (التعس ) أيضا : الهلاك .
وقوله :
وللكافرين أمثالها أي : أمثال هذه [الفعلة ؛ يعني ] : التدمير .
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري : الهاء تعود على (العاقبة ) ؛ أي : وللكافرين من
قريش أمثال عاقبة تكذيب الأمم السالفة .
وقوله :
ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا الآية : {مولى} : الناصر ههنا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن [ ص: 153 ] عباس وغيره .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة :
نزلت يوم أحد ، والنبي صلى الله عليه وسلم في الشعب ، إذ صاح المشركون : يوم بيوم ، لنا العزى ، ولا عزى لكم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «قولوا لهم : الله مولانا ، ولا مولى لكم » ، وقد تقدم ذكر ذلك في (آل عمران ) [139 ] .
وقوله :
وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك الآية : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : يعني : أهل مكة .
وقوله :
أفمن كان على بينة من ربه يعني : النبي صلى الله عليه وسلم ،
كمن زين له سوء عمله يعني : الكفار .
وتقدم القول في :
مثل الجنة .
فيها أنهار من ماء غير آسن أي : غير متغير الرائحة ، يقال : أسن الماء يأسن ، فهو أسن ، وآسن ؛ إذا تغير ريحه .
وقوله :
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه أي : لم يحمض بطول المقام .
وقوله :
كمن هو خالد في النار أي : أفمن يخلد في هذا النعيم كمن يخلد في النار ؟