وقوله :
ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا [ ص: 154 ] هذا إخبار عن المنافقين ؛ لأنهم كانوا يقولون بعد خروجهم من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم : ماذا قال آنفا ؟ استهزاء ؛ أي : أنا لم نلتفت إلى قوله ، و {آنفا} يراد به : الساعة التي هي أقرب الأوقات ، من قولك : (استأنفت الشيء ) .
وقوله :
والذين اهتدوا زادهم هدى أي : زادهم الله هدى ، وقيل : المعنى : زادهم النبي صلى الله عليه وسلم هدى ، وقيل : زادهم نزول الناسخ هدى .
وآتاهم تقواهم أي : ألهمهم إياها ، وقيل : المعنى : وآتاهم ثواب تقواهم .
وقوله :
فقد جاء أشراطها أي : علاماتها .
وقوله :
فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم أي : فمن أين لهم إذا جاءتهم الساعة منفعة الذكرى .
وقوله :
فاعلم أنه لا إله إلا الله الآية : هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد به : الأمة ، وهذه الآية توجب
استغفار الإنسان لجميع المسلمين .
وقوله :
والله يعلم متقلبكم ومثواكم أي : يعلم أعمالكم في تصرفكم وإقامتكم ، وقيل : المعنى : يعلم متقلبكم في الدنيا ، ومثواكم في الآخرة .
[ ص: 155 ] وقوله :
ويقول الذين آمنوا لولا نـزلت سورة : كانوا يقولون ذلك ؛ لأنهم كانوا يأنسون بنزول الوحي ، ومعنى {لولا} : هلا .
وقوله :
فإذا أنـزلت سورة محكمة أي : لا نسخ فيها .
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة :
كل سورة فيها ذكر القتال ؛ فهي محكمة .
وقوله :
رأيت الذين في قلوبهم مرض يعني : المنافقين ،
ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت أي : نظر مغمومين مغتاظين .
وقوله :
فأولى لهم : قيل : إنه تهدد ؛ معناه : ولهم المكروه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أن قوله :
لهم طاعة : [إخبار من الله عز وجل عن المنافقين ؛ والمعنى : لهم طاعة ] وقول معروف قبل وجوب الفرائض عليهم ، فإذا نزلت الفرائض ؛ شق عليهم نزولها ، فيوقف على هذا على {فأولى} ، ومن جعل الوقف على
فأولى لهم ؛ فالمعنى : طاعة وقول معروف أمثل ، وهو مذهب الخليل وسيبويه .
وقيل : إن التقدير : أمرنا طاعة وقول معروف ، فحذف المبتدأ ، فيوقف على
فأولى لهم أيضا .
وقيل : إن {طاعة} نعت لـ {سورة} ؛ على تقدير : فإذا أنزلت سورة ذات
[ ص: 156 ] طاعة ؛ فلا يوقف على هذا على
فأولى لهم .
وقوله :
فإذا عزم الأمر أي : جد بفرض القتال ، وجواب (إذا ) محذوف ؛ كأنه قال : فإذا فرض القتال ؛ كرهوه .
وقيل : المعنى : فإذا عزم أصحاب الأمر ؛
فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ؛ أي : لو صدقوا الله في الإيمان والجهاد .
وقوله :
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض : قال كعب : المعنى : فهل عسيتم إن توليتم الأمر أن يقتل بعضكم بعضا .
وقال
بكر المزني : هي في الحرورية .
وقيل : المعنى : فهل تريدون إن توليتم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكفرتم أن ترجعوا إلى ما كنتم عليه من الكفر ، والفساد في الأرض ، وتقطيع الأرحام .
وقوله :
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها أي : بل على قلوب أقفال أقفلها الله عز وجل عليها ، فهم لا يعقلون .
[ ص: 157 ] وقوله :
إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى يعني : أهل الكتاب ، عن قتادة ، الضحاك : يعني : أهل النفاق .
ومعنى
سول لهم : زين لهم .
وأملى لهم : قيل : المعنى : وأملى الله لهم ؛ أي : مد في آجالهم .
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : المعنى : وأملى الشيطان لهم ؛ أي : مد لهم في الأمل ، ووعدهم طول العمر .
وقوله :
ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نـزل الله سنطيعكم في بعض الأمر أي : قال هؤلاء المذكورون لليهود أو للمنافقين على ما تقدم من القولين- : سنطيعكم في التظافر على محمد .
وتقدم القول في
يضربون وجوههم وأدبارهم .
وقوله :
ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله يعني : الكفر ،
وكرهوا رضوانه يعني : الإيمان .
وقوله :
أن لن يخرج الله أضغانهم : (الأضغان ) : ما يضمر من المكروه ؛ والمعنى : أم حسبوا أن لن يظهر الله عداوتهم لأهل الإسلام ؟
وقوله :
ولو نشاء لأريناكهم أي : لعرفناكهم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وقد عرفه إياهم في سورة (براءة ) [84 ] .
[ ص: 158 ] وقوله :
ولتعرفنهم في لحن القول أي : في فحواه ومعناه ، ومنه قول الشاعر : [من الخفيف ]
..................... وخير الكلام ما كان لحنا
أي : ما عرف بالمعنى ، ولم يصرح به .
وقوله :
فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون أي : وأنتم أعلم بالله منهم ، وقيل : المعنى : وأنتم الغالبون .
ولن يتركم أعمالكم أي : لن ينقصكم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره .
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : هو مشتق من (الوتر ) ؛ وهو [الذحل .
وقيل : هو مشتق من (الوتر ) ؛ وهو ] الفرد ؛ فكأن المعنى : ولن يفردكم بغير ثواب .
وقوله :
ولا يسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم : والمعنى : إنما يسألكم الإيمان ، ولا يأمركم بإنفاق أموالكم كلها في سبيل الله .
[ ص: 159 ] ومعنى {فيحفكم} : يجهدكم ، ويلح عليكم .
ويخرج أضغانكم أي : يخرج البخل {أضغانكم} ؛ أي : ما تضمرونه من الامتناع من النفقة ؛ خوف الفقر .
وقوله :
ها أنتم هؤلاء تدعون أي : ها أنتم هؤلاء أيها المؤمنون .
وقوله :
ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه أي : يمنعها الأجر .
وقوله :
والله الغني أي : أنه ليس بمحتاج إلى أموالكم .
وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم : روي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=914226أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « هم قوم هذا يعني : سلمان الفارسي لو كان الدين بالثريا ؛ لتناوله رجال من الفرس »