وقوله: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد : هو حبل العاتق، وهو محدود من ناحيتي حلقه إلى عاتقه، وهما وريدان عن يمين وشمال، روي معناه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره، وهو المعروف في اللغة، وهذا تمثيل للقرب؛ يراد به: القدرة على الإنسان، والعلم بسره، وليس على قرب المسافة.
وقوله:
إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد : {قعيد} : بمعنى: قاعد، وقيل: معناه: ثابت، ومنه
والقواعد من النساء [النور: 60].
سفيان: بلغني أن كاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات، فإذا أذنب العبد؛ قال له: لا تعجل؛ لعله يستغفر الله.
ويروى: أن قلم الملك لسان الإنسان، ومداده ريق الإنسان.
[ ص: 206 ] والتقدير عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه: عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، فحذف الأول؛ لدلالة الثاني عليه.
ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد: أن الذي في التلاوة للأول، أخر اتساعا، وحذف الثاني لدلالة الأول عليه.
ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء: أن الذي في التلاوة يؤدي عن الاثنين والجمع، ولا حذف في الكلام.
وقوله:
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أي: ما يلفظ بكلام إلا كتب عليه.
وقوله:
وجاءت سكرة الموت بالحق أي: بالحق من أمر الآخرة، وكذلك معنى قراءة من قرأ: {سكرة الحق بالموت} ، ويجوز أن يكون {الحق} على هذه القراءة هو الله تعالى؛ [أي: جاءت سكرة أمر الله تعالى بالموت]، وقيل: {الحق} : هو الموت؛ والمعنى: جاء سكرة الموت بالموت.
ومعنى {تحيد} : تروغ وتهرب وقوله:
وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: (السائق) من
[ ص: 207 ] الملائكة، و(الشهيد) : من نفسه.
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: (السائق والشاهد) : ملكان.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: (السائق) : ملك، و(الشاهد) : الأيدي والأرجل.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة، وغيرهما: المعنى: سائق يسوقها إلى أمر الله عز وجل، وشاهد يشهد عليها بعملها.
وقوله:
لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك قال
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد: المراد بها: النبي عليه الصلاة والسلام، و(الكشف) على هذا في الدنيا، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك: أن المراد بها المشركون، وقال أكثر المفسرين: إن المراد به البر والفاجر، وهو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري.
وقوله:
فبصرك اليوم حديد : قيل: يراد به: بصر القلب؛ كما يقال: هو يصير بالفقه وغيره، وقيل: المراد به: بصر العين؛ والمعنى: حديد إلى الميزان.
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: معنى {حديد} : شديد.
وقوله:
وقال قرينه هذا ما لدي عتيد :
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: {قرينه} : الملك الذي وكل به؛ والمعنى: هذا ما كتبت عليك عندي حاضر، وقيل: المعنى: هذا ما عندي
[ ص: 208 ] من العذاب حاضر، وقيل: {قرينه} : شيطانه، فـ {عتيد} - على هذا القول وعلى القول الذي قبله- بمعنى: معد.
وقوله:
ألقيا في جهنم كل كفار عنيد : قيل: إن هذا من قول الله عز وجل يخاطب به الملكين.
وقيل: هو مخاطبة للسائق والحافظ.
وقيل: جاء على لفظ التثنية؛ لأن أقل أعوان من له حال وشرف اثنان، فخوطبوا على ما عهدوه.
وقيل: جاء كذلك؛ لأن (القرين) يقع للجماعة والاثنين.
وقيل: هو ما جاء عن العرب من مخاطبة الواحد بلفظ التثنية]، ومثله قول الشاعر: [من الطويل]
خليلي مرا بي على أم جندب .....................
ثم قال:
ألم تر أني كلما جئت طارقا .....................
[ ص: 209 ] المازني: قوله: {ألقيا} : يدل على (ألق، ألق) .
وقيل: إن الأصل: (ألقين) ؛ بالنون الخفيفة، وهي تقلب في الوقف ألفا، فحمل الوصل على الوقف.
و(العنيد) و(المعاند) سواء،
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي: هو المناكب للحق.
مناع للخير : قيل: يعني: الزكاة المفروضة، {معتد} : في الباطل، {مريب} : شاك، وهذا للمشرك؛ يدل عليه قوله:
الذي جعل مع الله إلها آخر .
وقوله:
قال قرينه ربنا ما أطغيته يعني: أنه تبرأ منه، وأكذبه، وقال: لم أجبره، وإنما دعوته فاستجاب لي، و {قرينه} ههنا: شيطانه، بغير اختلاف.
وقوله:
قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد : هذا خطاب لكل من اختصم، وقيل: هو للاثنين، جاء بلفظ الجمع.
وقوله:
ما يبدل القول لدي : قيل: هو قوله:
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها [الأنعام: 160]، وقيل: هو قوله:
لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [هود: 119].
وقوله:
يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد : يقول لها: هل امتلأت؟ لأنه قد تقدم وعده ليملأنها، ومعنى السؤال منه عز وجل: التوبيخ لمن في النار.
ومعنى قول النار:
هل من مزيد مختلف فيه؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: المعنى: هل في
[ ص: 210 ] من مسلك؟! قد امتلأت؛ كما قال: [من الرجز]
امتلأ الحوض وقال قطني
وقيل: المعنى: زدني، تقول ذلك تغيظا على أهلها.
وقوله:
وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد أي: قربت من قلوبهم حين قيل لهم: اجتنبوا المعاصي، وادخلوها.
وقوله:
هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ : تقدم القول في (الأواب) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في {حفيظ} : حفظ ذنوبه حتى رجع عنها.
وتقدم القول في مثل:
من خشي الرحمن بالغيب .
وجاء بقلب منيب أي: تائب، راجع إلى الله عز وجل.
وقوله:
لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد : قيل: هو النظر إلى الله عز وجل.
وقوله:
فنقبوا في البلاد : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: أي: أثروا، وقيل: طوفوا في البلاد يلتمسون محيصا من الموت.
وقوله:
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد: من هذه الأمة؛ والمعنى: لمن كان له قلب حي يعقل به، فكنى عن العقل بالقلب؛ لأنه محله.
[ ص: 211 ] أو ألقى السمع وهو شهيد : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة: هذا لأهل الكتاب.
قال
سفيان: أي: لا يكون حاضرا وقلبه غائب.
وقوله:
يوم يناد المناد من مكان قريب : [قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: من صخرة بيت المقدس، ومعنى] {قريب} : يسمعه كل أحد.
يوم يسمعون الصيحة بالحق يعني: صيحة البعث؛ ومعنى {بالحق} : بالاجتماع إلى الحساب.
ذلك يوم الخروج أي: يوم الخروج من القبور.
وقوله:
وما أنت عليهم بجبار : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: بمتجبر، وقيل: بمصيطر، وقيل: المعنى: لست تجبرهم على الطاعة، فتكون الآية منسوخة.