التفسير:
قوله: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله الآية:
نزلت هذه الآية في
خولة، قيل: بنت حكيم، وقيل: بنت خويلد، وقيل: بنت دليج، وقيل: بنت ثعلبة من بني مالك بن النجار، وقيل: كانت أنصارية، وزوجها
أوس بن الصامت أخو
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة.
وروي: أنها جاءت تشتكي إلى النبي عليه الصلاة والسلام أن زوجها ظاهر منها، فقال: «قد بنت منه» ، على ما كان من حكم الظهار قبل نزول هذه السورة، فلم تزل تشتكي حتى نزلت، فروي:
nindex.php?page=hadith&LINKID=936817أن النبي عليه الصلاة والسلام أحضر زوجها، فسأله عن العتق، فقال: لا أستطيع، ثم عن الصيام، فقال: لا أستطيع، ثم عن الإطعام، فقال: لا أستطيع ألا أن تعينني يا رسول الله، فأعانه، وأطعم ، [ ص: 359 ] وروي: أنه أعانه بخمسة عشر صاعا.
ومعنى قوله:
وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا يعني: أنهم يجعلون غير أمهاتهم أمهاتهم.
وقوله:
ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله أي: التغليظ عليكم في الكفارة، لتؤمنوا بالله.
وقوله:
إن الذين يحادون الله ورسوله أي: يكونون في حد غير حده.
وتقدم معنى {كبتوا} .
وقوله:
ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية: معنى ذلك: أن الله معهم بعلمه حيث كانوا، من غير زوال، ولا انتقال، ونزل ذلك في قوم من المنافقين كانوا يفعلون أشياء سرا، فأعلم الله تعالى أنها لا تخفى عليه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد: نزلت في اليهود.
وقوله:
ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى : هذا في اليهود والمنافقين، حسب ما قدمناه.
وقوله:
وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله يعني: قول قوم من اليهود، قالوا
[ ص: 360 ] للنبي عليه الصلاة والسلام: السام عليك، روي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها.
وقوله:
إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا : قد تقدم القول فيه، وقد قال
عطية العوفي: إن المراد بذلك الأحلام التي يراها الإنسان في منامه.
وقوله:
ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم الآية: قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: هم المنافقون الذين تولوا اليهود، فالمعنى: ليس المنافقون من اليهود، ولا من المسلمين.
وقوله:
ويحلفون على الكذب وهم يعلمون : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: كان النبي عليه الصلاة والسلام جالسا في ظل شجرة، فقال: «يجتبيكم الساعة رجل ينظر إليكم نظر الشيطان» ، فأقبل رجل أرزق، فدعا به النبي عليه الصلاة والسلام، فقال له: «علام تسبني أنت وأصحابك؟» ، فأنكر، وانطلق، فجاء بأصحابه، فحلفوا جميعا إنه لم يكن من ذلك شيء، فنزلت، ونزل:
يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم .
اتخذوا أيمانهم جنة أي: يمتنعون بها من عقوبات الدنيا.
[ ص: 361 ] وقوله:
استحوذ عليهم الشيطان أي: غلب عليهم، واستولى.
وقوله:
كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز أي: كتب ذلك في اللوح المحفوظ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة. nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: {كتب} بمعنى: قال.
وقوله:
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} :
يروى: أنها نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة، حين كتب إلى أهل مكة يخبرهم بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، وقد تقدم خبره.
وقوله:
أولئك كتب في قلوبهم الإيمان : [أي: الذين والوا المسلمين ولم يوالوا الكفار]، ، وقيل: إن {في} بمعنى اللام، والمعنى: كتب لقلوبهم الإيمان، وقيل: المعنى كتب في قلوبهم نسخة الإيمان.
وقوله:
وأيدهم بروح منه أي: برحمة، وقيل
بجبريل عليه السلام، وقيل: ببرهان، وقيل: هو النور والهدى الذي يجعله الله تعالى في قلب من يشاء.
وقوله:
أولئك حزب الله أي: الجماعة المخلصة له.