الإعراب :
{الحاقة} : ابتداء ، والخبر : المبتدأ الثاني وخبره؛ وهو
ما الحاقة ؛ لأن معناه : ما هي؟
وثمانية أيام حسوما : {حسوما} : نعت ، أو مصدر بمعنى : تباعا .
والقول في :
ومن قبله ، و {ومن قبله} ظاهر .
ومن شدد في
وحملت الأرض ؛ فإنه أسند الفعل إلى المفعول الثاني؛ كأنه
[ ص: 471 ] في الأصل : وحملنا قدرتنا أو ملكا من ملائكتنا الأرض والجبال ، ثم أسند إلى المفعول الثاني؛ فبني له ، ولو جيء بالمفعول الأول لأسند الفعل إليه ، فكان : وحملت قدرتنا الأرض ، وقد يجوز بناؤه للثاني على وجه القلب؛ فيقال : حملت الأرض الملك؛ كقولك : (ألبس زيد الجبة) ، و (ألبست الجبة زيدا) .
ولا يحض على طعام المسكين : [هذا محمول على تقدير حذف المضاف؛ والمعنى : ولا يحض على إطعام] طعام المسكين؛ فأصل {طعام} أن يكون منصوبا بالمصدر المقدر ، و (الطعام) عبارة عن العين ، وأضيف إلى {المسكين} ؛ للملابسة التي بينهما .
ومن أعمل (الطعام) كما يعمل (الإطعام) ؛ فموضع {المسكين} نصب؛ والتقدير : على طعام المطعم المسكين ، فحذف الفاعل ، وأضيف المصدر إلى المفعول ، وعلى هذا الوجه حكى البغداديون : (عجبت من طعامك طعامنا) .
فليس له اليوم ها هنا حميم [خبر (ليس) قوله : {له} ، ولا يكون الخبر قوله :
[ ص: 472 ] {هاهنا} ؛ لأن المعنى يصير : ليس ههنا] طعام إلا من غسلين ، ولا يصح ذلك ، لأن ثم طعاما غيره ، و {هاهنا} متعلق بما في {له} من معنى الفعل ، وكذلك يتعلق {اليوم} ، وليس في واحد منهما ذكر .
قوله :
قليلا ما تؤمنون ، و
قليلا ما تذكرون : نصب قوله : {قليلا} على تقدير : إيمانا قليلا ، أو وقتا قليلا تؤمنون ، و {ما} زائدة ، ولا يصح أن تكون مع الفعل مصدرا ، وتنصب {قليلا} بما بعد {ما} ؛ لما فيه من تقدمة الصلة على الموصول؛ لأن ما عمل فيه المصدر في صلة المصدر .
[ ص: 473 ] فما منكم من أحد عنه حاجزين : يجوز أن يكون {حاجزين} مجرورا؛ على أنه صفة لـ {أحد} على المعنى ، والخبر {منكم} ، ويجوز أن يكون منصوبا على أنه خبر ، و {منكم} ملغى ، ويكون متعلقا بـ {حاجزين} ، ولا يمنع الفصل به من انتصاب الخبر في هذا؛ كما لم يمتنع الفصل به في : (إن فيك زيدا راغب) .
* * *
هذه
السورة مكية ، وعددها في البصري والشامي : إحدى وخمسون آية ، وفي بقية العدد : اثنتان وخمسون آية .
اختلفوا في آيتين :
{الحاقة} الأولى : كوفي .
كتابه بشماله : مدنيان ، ومكي .