:
تقدم القول في
لا أقسم .
وقوله :
بلى قادرين على أن نسوي بنانه : نصب {قادرين} على الحال من الفاعل المضمر في الفعل؛ التقدير : نجمعها قادرين .
ومن فتح الميم والفاء من {المفر} ؛ فهو مصدر بمعنى : الفرار ، ومن فتح
[ ص: 543 ] الميم ، وكسر الفاء؛ فهو الموضع الذي يفر إليه ، ومن كسر الميم ، وفتح الفاء؛ فهو الإنسان الجيد الفرار؛ فالمعنى : أين الإنسان الجيد الفرار؟ ولن ينجو مع ذلك .
إلى ربك يومئذ المستقر : {المستقر} : مرفوع بالابتداء ، أو بالظرف ، و {يومئذ} في الوجهين متعلق به ، ومعمول له ، إلا أن الرفع بالابتداء يكون في الظرف ذكر له ، ولا يكون في الرفع بالظرف في الظرف شيء ، وكذلك القول في :
إلى ربك يومئذ المساق ، ولا يجوز أن يتعلق حرف الجر ولا ظرف الزمان بالمصدر؛ لتقدمهما عليه .
بل الإنسان على نفسه بصيرة : إن قدر {الإنسان} هو البصيرة؛ فارتفاعه بأنه خبر المبتدأ؛ والتقدير : بل الإنسان بصيرة على نفسه؛ أي : شاهد عليها ، وإن قدرت (البصيرة) جوارحه؛ ارتفعت (البصيرة) بالظرف ، أو بالابتداء ، والراجع إلى المبتدأ الأول الذي هو {الإنسان} الهاء في {نفسه} .
ودخول الهاء في {بصيرة} إذا جعلت خبرا عن {الإنسان} للمبالغة ، أو للحمل على المعنى؛ لأن معنى {بصيرة} : حجة .
تظن أن يفعل بها فاقرة : {تظن} : بمعنى : توقن ، و {أن} : هي الناصبة للفعل ،
[ ص: 544 ] ولا تكون المخففة من الشديدة ، ويرفع الفعل بعدها؛ إذ ليس بينها وبين الفعل ما يكون عوضا .
* * *
هذه
السورة مكية ، وعددها في الكوفي : أربعون آية ، وفي بقية العدد : تسع وثلاثون آية ، عد الكوفي :
لتعجل به [16] .
* * *