قال: "يأتيه ملكان فيقعدانه، فيقولان له: "ما كنت تقول في هذا الرجل؟" قال: "فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله".
قال: "فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة".
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "فيراهما جميعا".
قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: وذكر لنا، أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا، ويملأ عليه خضرا، إلى يوم يبعثون .]
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك) رضي الله عنه، (قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم".) [ ص: 390 ] قرع النعال وخفقها: هو ضربها الأرض، وصوتها فيها.
فيه: إثبات سماع الموتى.
وفي حديث آخر عنه، في قصة قتلى بدر، قال: "والذي نفسي بيده! ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا".
قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري: قال بعض الناس: الميت يسمع، عملا بظاهر هذا الحديث.
ثم أنكره nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري، وادعى أن هذا خاص في هؤلاء.
ورد عليه nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض، وقال: يحمل سماعهم على ما يحمل عليه سماع الموتى، في أحاديث عذاب القبر وفتنته، التي لا مدفع لها.
وذلك بإحيائهم، أو إحياء جزء منهم، يعقلون به ويسمعون في الوقت الذي يريد الله.
قال النووي : هذا كلام القاضي. وهو الظاهر المختار، الذي يقتضيه أحاديث السلام على القبور. والله أعلم. انتهى.
قال النووي : إنما يقول له الملكان السائلان: ما علمك بهذا الرجل؟ ولا يقولان: " رسول الله ": امتحانا له وإغرابا عليه، لئلا يتلقن منهما إكرام النبي صلى الله عليه وسلم، ورفع مرتبته، فيعظمه هو تقليدا لهما، لا اعتقادا.
ولهذا يقول المؤمن: هو رسول الله. ويقول المنافق: لا أدري.
فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، في الحياة الدنيا وفي الآخرة. انتهى.
(قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله) صلى الله عليه وسلم.
(قال: فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة. قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعا. قال قتادة: وذكر لنا، [ ص: 393 ] أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا، ويملأ عليه خضرا، إلى يوم يبعثون) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : يحتمل: أن يكون هذا الفن له على ظاهره، وأنه يرفع عن بصره ما يجاوره من الحجب الكثيفة، بحيث لا تناله ظلمة القبر ولا ضيقه، إذا ردت إليه روحه.
قال: ويحتمل: أن يكون على ضرب المثل والاستعارة، للرحمة والنعيم.
كما يقال: " سقى الله ثراه ".
قال النووي : والاحتمال الأول: أصح.
قلت: وهو الصحيح المختار؛ لأن أحوال البرزخ، تجري على ظاهرها، ولا يمشي فيها التأويل.