وفي الرواية الأخرى: (برضف يحمى عليه في نار جهنم، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم، حتى يخرج من نغض كتفيه. ويوضع على غض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه، يتزلزل) .
قال النووي : ظاهر قوله: (بشر الكانزين) ، أنه أراد الاحتجاج لمذهبه، في أن الكنز: "كل ما فضل عن حاجة الإنسان".
هذا هو المعروف، من مذهب nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر. وروي عنه غيره.
قال: والصحيح الذي عليه الجمهور؛ أن الكنز: هو المال الذي لم تؤد زكاته.
[ ص: 470 ] فأما إذا أديت زكاته فليس بكنز، سواء كثر أم قل.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : الصحيح أن إنكاره؛ إنما هو على السلاطين، الذين يأخذون لأنفسهم من بيت المال، ولا ينفقونه في وجوهه.
قال النووي : وهذا الذي قاله nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض باطل؛ لأن السلاطين في زمنه، لم تكن هذه صفتهم. ولم يخونوا في بيت المال.
إنما كان في زمنه: أبو بكر، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان. "رضي الله عنهم".
وتوفي في زمن nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان: سنة ثنتين وثلاثين.
قلت: ومعنى (الرضف) : الحجارة المحماة.
(ويحمى) معناه: يوقد.
(ونغض) بضم النون وإسكان الغين. هو العظم الرقيق، الذي على طرف الكتف. وقيل: هو أعلى الكتف.
ويقال له أيضا: (الناغض) .
ومعنى (يتزلزل) :يتحرك. أي: أنه بسبب نضجه يتحرك، لكونه يهتري.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : والصواب: أن الحركة والتزلزل، إنما هو للرضف.
(قال: ثم تنحى فقعد. قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أبو ذر.
قال: فقمت إليه فقلت: ما شيء سمعتك تقول قبيل؟ قال: ما قلت [ ص: 471 ] إلا شيئا، قد سمعته من نبيهم صلى الله عليه وسلم. قال: قلت: ما تقول في هذا العطاء ؟ قال: خذه. فإن فيه اليوم معونة. فإذا كان ثمنا لدينك فدعه) .