قال: ثم التفت عن يساره، فقال: "يا معشر الأنصار قالوا: لبيك يا رسول الله! أبشر نحن معك. قال: وهو على بغلة بيضاء فنزل، فقال: "أنا عبد الله ورسوله" فانهزم المشركون وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئا فقالت الأنصار إذا كانت الشدة فنحن ندعى وتعطى الغنائم غيرنا، فبلغه ذلك، فجمعهم في قبة فقال:
"يا معشر الأنصار! ما حديث بلغني عنكم؟" فسكتوا.
[ ص: 481 ] فقال: "يا معشر الأنصار! أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد تحوزونه إلى بيوتكم؟" قالوا: بلى يا رسول الله! رضينا.
قال: فقال: "لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار ".
قال هشام: فقلت: يا أبا حمزة! أنت شاهد ذاك قال: وأين أغيب عنه؟].
(الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ) رضي الله عنه، (قال: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن، وغطفان، وغيرهم: بذراريهم ونعمهم. ومع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ عشرة آلاف؛ ومعه الطلقاء) .
وقال في الرواية التي بعد هذه: (ونحن بشر كثير. قد بلغنا ستة آلاف)
قال النووي : الرواية الأولى أصح لأن المشهور في كتب المغازي: أن المسلمين كانوا يومئذ: اثني عشر ألفا، عشرة آلاف شهدوا الفتح.
وألفان من أهل مكة ومن انضاف إليهم.
وهذا معنى قوله:" ومعه عشرة آلاف، ومعه الطلقاء".
[ ص: 482 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : قوله: " ستة آلاف"، وهم من الراوي عن أنس.
"والطلقاء"، بضم الطاء وفتح اللام، وبالمد: هم الذين أسلموا يوم فتح مكة.
وهو جمع "طليق". يقال ذاك، لمن أطلق من إسار أو وثاق.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض في "المشارق ": قيل لمسلمي الفتح: "الطلقاء "، لمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم.
(فأدبروا عنه، حتى بقي وحده. قال: فنادى يومئذ نداءين، لم يخلط بينهما شيئا. قال: فالتفت عن يمينه فقال: " يا معشر الأنصار !" فقالوا: لبيك يا رسول الله ! أبشر نحن معك. قال: ثم التفت عن يساره فقال: "يا معشر الأنصار ! " قالوا: لبيك يا رسول الله ! أبشر نحن معك. قال: وهو على بغلة بيضاء. فنزل، فقال: "أنا عبد الله ورسوله". فانهزم المشركون؛ وأصاب رسول الله غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء، ولم يعط الأنصار شيئا. فقالت الأنصار: إذا كانت الشدة فنحن ندعى. وتعطى الغنائم غيرنا.
فبلغه ذلك، فجمعهم في قبة، فقال: "يا معشر الأنصار! ما حديث بلغني عنكم؟ فسكتوا. فقال: "يا معشر الأنصار! أما ترضون أن يذهب الناس [ ص: 483 ] بالدنيا، وتذهبون بمحمد تحوزونه إلى بيوتكم؟"، قالوا: بلى يا رسول الله! رضينا) .