(قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة، كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت. قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين) بفتح الكاف وضمها.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : ضبطه بعضهم بالفتح، وبعضهم بالضم.
قال ابن سراج: هو بالضم: اسم لما كومه. وبالفتح: المرة الواحدة.
قال: والكوم بالضم: الصبرة، والكوم العظيم من كل شيء. والكوم: المكان المرتفع كالرابية.
[ ص: 563 ] قال القاضي: فالفتح هنا أولى؛ لأن مقصوده: الكثرة والتشبيه بالرابية.
(من طعام، وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل، كأنه مذهبة) .
أي: يستنير فرحا وسرورا.
"ومذهبة": بذال معجمة، وفتح الهاء، وبعدها موحدة. وهو المشهور. وبه جزم nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض، والجمهور.
وذكره nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي، في الجمع بين الصحيحين: (مدهنة) بدال مهملة، وضم الهاء، وبعدها نون.
وشرحه في كتابه: " غريب الجمع بين الصحيحين" هو وغيره: بالإناء الذي يدهن فيه.
وهو أيضا: اسم للنقرة في الجبل، التي يستجمع فيها ماء المطر.
فشبه صفاء وجهه الكريم: بصفاء الدهن والمدهن.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض في " المشارق"، وغيره من الأئمة: هذا تصحيف. وهو بالذال المعجمة، والباء الموحدة.
ومعناه: فضة مذهبة. وهو أبلغ في حسن الوجه وإشراقه.
أو شبه في حسنه ونوره: بالمذهبة من الجلود. وجمعها: " مذاهب ".
وهي شيء، كانت العرب تصنعه من جلود. وتجعل فيها خطوطا مذهبة، يرى بعضها إثر بعض.
[ ص: 564 ] وأما سبب سروره صلى الله عليه وآله وسلم؛ ففرحا بمبادرة المسلمين إلى طاعة الله تعالى، وبذل أموالهم لله، وامتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولدفع حاجة هؤلاء المحتاجين. وشفقة المسلمين بعضهم على بعض، وتعاونهم على البر والتقوى.
وينبغي للإنسان إذا رأى شيئا من هذا القبيل: أن يفرح ويظهر سروره؛ ويكون فرحه لما ذكرناه.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء" )