قيل له: (آبي اللحم) لأنه كان لا يأكل اللحم. وقيل: كان لا يأكل ما ذبح للأصنام.
وهو صحابي. استشهد يوم حنين.
[ ص: 615 ] (قال: أمرني مولاي أن أقد له لحما. فجاءني مسكين فأطعمته منه، فعلم بذلك مولاي فضربني، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له. فدعاه، فقال: "لم ضربته؟" فقال: يعطي طعامي بغير أن آمره. فقال: "الأجر بينكما") .
قال النووي : هذا محمول على أن عميرة تصدق بشيء، يظن أن مولاه يرضى به، ولم يرض به مولاه.
فلعمير أجر؛ لأنه فعل شيئا يعتقده طاعة بنية الطاعة. ولمولاه أجر؛ لأن ماله تلف عليه.
ومعنى: (الأجر بينكما) أي: لكل منكما أجر. وليس المراد: أن أجر نفس المال يتقاسمانه.
بل معناه: أن هذه النفقة والصدقة، التي أخرجها الخازن، أو المرأة، أو المملوك، ونحوهم، بإذن المالك يترتب على جملتها ثواب على قدر المال والعمل.
فيكون ذلك مقسوما بينهما؛ لهذا نصيب بماله. ولهذا نصيب بعمله.
فلا يزاحم صاحب المال العامل في نصيب عمله. ولا يزاحم العامل صاحب المال في نصيب ماله.
قال: وهذا الذي ذكرته من التأويل، هو المعتمد. وقد وقع في كلام بعضهم ما لا يرتضى من تفسيره.