لأن حقيقة الأمر، إذا لم يكن له صارف عن معناه الحقيقي: هو ( الوجوب ).
[ ص: 32 ] ثم إن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم"، جعل السحور فارقا ومميزا بين صيامنا وصيامهم. لأنهم لا يتسحرون ونحن (نتسحر )، وإن كان أكلة. وهي عبارة عن المرة الواحدة، وإن كثر المأكول فيها.
(والأكلة )، هي ( اللقمة ).
وأما البركة التي فيه فظاهرة ؛ لأنه يقوي على الصيام وينشط له، وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام، لخفة المشقة فيه على المتسحر.
قال النووي : هذا هو الصواب المعتمد في معناه.
وقيل: لأنه يتضمن الاستيقاظ، والذكر والدعاء، في ذلك الوقت الشريف، وقت تنزل الرحمة، وقبول الدعاء والاستغفار.
وربما توضأ صاحبه وصلى، أو أدام الاستيقاظ للذكر والدعاء والصلاة ؛ أو التأهب لها، حتى يطلع الفجر.
قلت: ولا مانع من إرادة الجميع، فإن البركة تشمل أكثر من ذلك. والله أعلم.