عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: (قال: صلى بنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية) .
فيها لغتان: تخفيف الياء، وتشديدها، «والأول» هو الصحيح المشهور المختار. وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، وأهل اللغة، وبعض المحدثين «والتشديد» قول nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي، وابن وهب، وجماهير المحدثين.
[ ص: 230 ] واختلافهم في «الجعرانة» كذلك في تشديد الراء، وتخفيفها، والمختار فيها أيضا التخفيف.
في إثر «السماء ) هو بكسر الهمزة وإسكان الثاء، وبفتحهما جميعا، لغتان مشهورتان «والسماء» المطر.
(كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم.(قال) : قال أصبح من عبادي مؤمن بي، وكافر. فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته. ذلك مؤمن بي كافر بالكوكب.
وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا» ، في «النوع كلام طويل لخصه nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح فقال: «النوء» في أصله، ليس هو نفس الكوكب. فإنه مصدر ناء النجم «ينوء نوءا» . أي: سقط وغاب وقيل: أي: نهض وطلع.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد: ولم أسمع أحدا ينسب النوء للسقوط. إلا في هذا الموضع.
ثم إن النجم نفسه قد يسمى «نوءا» تسمية للفاعل بالمصدر.
[ ص: 231 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: الساقطة في المغرب هي الأنواء. والطالعة في المشرق هي البوارح.
«أحدهما» ، هو كفر بالله سبحانه، سالب لأصل الإيمان، خرج عن ملة الإسلام. قالوا: وهذا فيمن قال ذلك، معتقدا أن الكوكب فاعل مدبر منشئ للمطر. كما كان بعض أهل الجاهلية يزعم.
ومن اعتقد هذا، فلا شك في كفره. وإلى هذا ذهب جماهير العلماء، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي، وهو ظاهر الحديث.
قالوا: وعلى هذا، لو قال: مطرنا بنوء كذا. معتقدا أنه من الله تعالى وبرحمته، وأن النوء، ميقات له وعلامة؛ اعتبار بالعادة؛ فهذا لا يكفر؛ والأظهر كراهة هذا القول. لأنها كلمة مترددة بين الكفر وغيره، ولأنها شعار الجاهلية، ومن سلك مسلكهم.
«والثاني» : أن المراد «كفر نعمة الله تعالى» ؛ لاقتصاره على إضافة [ ص: 232 ] «الغيث» إلى الكوكب؛ وهذا فيمن لا يعتقد تدبير الكوكب.