( عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم ) بفتح الغين. وهو (واد ) أمام ( عسفان ) بثمانية أميال، يضاف إليه هذا ( الكراع )، وهو جبل أسود متصل به.
(والكراع ): كل أنف سال من جبل، أو حرة.
قال النووي : وقد غلط بعض العلماء في فهم هذا الحديث، فتوهم أن ( الكديد ) و(كراع الغميم ): قريب من المدينة. ( وأن قوله: فصام حتى بلغ الكديد وكراع الغميم، كان في اليوم الذي خرج فيه من المدينة، فزعم: أنه خرج من المدينة صائما، فلما بلغ ( كراع الغميم ) في يومه، أفطر في نهار.
واستدل به هذا العالم، على أنه: إذا سافر بعد طلوع الفجر صائما، له أن يفطر في يومه.
قال: وهذا الاستدلال بهذا الحديث من العجائب الغريبة. لأن ( كراع الغميم والكديد )، على سبع مراحل " أو أكثر "، من المدينة.
[ ص: 78 ] ( فصام الناس. ثم دعا بقدح من ماء، فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب. فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال: "أولئك العصاة، أولئك العصاة ". )
هكذا هو مكرر مرتين.
قال النووي : وهذا محمول على من تضرر بالصوم أو أنهم أمروا بالفطر أمرا جازما، لمصلحة بيان جوازه، فخالفوا الواجب.