وفي رواية: (قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء. فسئلوا عن ذلك فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون. فنحن نصومه تعظيما له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=658918 "نحن أولى بموسى منكم" فأمر بصومه ).
والحاصل من مجموع الأحاديث: أن يوم ( عاشوراء ) كانت الجاهلية: من كفار قريش، وغيرهم، واليهود، يصومونه ؛ وجاء الإسلام بصيامه متأكدا.
ثم بقي صومه أخف من ذلك التأكد
( والشارة ): هي الهيئة الحسنة والجمال.
ويقال: ( الشورة ) بالضم.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري : خبر اليهود غير مقبول. فيحتمل: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوحي إليه بصدقهم فيما قالوه. أو تواتر عنده النقل بذلك، حتى حصل له العلم به.
فلم يحدث له بقول اليهود حكم، يحتاج إلى الكلام عليه.
وإنما هي صفة حال، وجواب سؤال.
فقوله: ( صامه )، ليس فيه: أنه ابتدأ صومه حينئذ بقولهم.
ولو كان هذا، لحملناه على أنه أخبر به من أسلم من علمائهم، (كابن سلام ) وغيره.
[ ص: 115 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : وقد قال بعضهم: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة، ثم ترك صيامه، حتى علم ما عند أهل الكتاب فيه فصامه.
قال القاضي: وما ذكرناه أولى بلفظ الحديث.
قال النووي : قلت: المختار قول nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري .
ومختصر ذلك: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومه كما تصومه قريش في مكة ؛ ثم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه، فصامه أيضا بوحي أو تواتر أو اجتهاد. لا بمجرد إخبار آحادهم. والله أعلم. انتهى.
قلت: وقد احتج بهذا الحديث قوم جاهلون، على جواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، قياسا على صيام يوم عاشوراء.
وهذا الاحتجاج أجنبي عن المقام، ولا يستدل بمثل ذلك إلا من لا يعرف بكيفية الاستدلال، وهو عن العلم والفهم بمكان بعيد.