( عن أبي قتادة ) رضي الله عنه: ( أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف تصوم ؟ ).
وفي معظم النسخ: (رجل أتى ) بالرفع، على أنه خبر مبتدأ محذوف. أي: الشأن والأمر: ( رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم ).
قال النووي : وقد أصلح في بعض النسخ: ( أن رجلا أتى ). وكان [ ص: 132 ] موجب هذا الإصلاح: جهالة انتظام الأول، وهو منتظم. فلا يجوز تغييره ( فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله ).
قال أهل العلم: سبب غضبه صلى الله عليه وسلم أنه كره مسألته ؛ لأنه يحتاج إلى أن يجيبه، ويخشى من جوابه مفسدة. وهي أنه ربما اعتقد السائل (وجوبه ). أو استقله أو اقتصر عليه، وكان يقتضي حاله أكثر منه، وإنما اقتصر عليه النبي صلى الله عليه وسلم لشغله بمصالح المسلمين وحقوقهم، وحقوق أزواجه، وأضيافه، والوافدين إليه. لئلا يقتدي به كل أحد، فيؤدي إلى الضرر في حق بعضهم.
وكان حق السائل أن يقول: كم أصوم ؟ أو كيف أصوم ؟ فيخص السؤال بنفسه، ليجيبه بما تقتضيه حاله. كما أجاب غيره بمقتضى أحوالهم. والله أعلم.
( فلما رأى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر (رضي الله عنه ) غضبه، قال: رضينا بالله ربا. وبالإسلام دينا. وبمحمد نبيا. نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. فجعل عمر (رضي الله عنه ) يردد هذا الكلام، حتى سكن [ ص: 133 ] غضبه. فقال عمر: يا رسول الله ! كيف بمن يصوم الدهر كله ؟ قال: "لا صام ولا أفطر ". أو قال: "لم يصم ولم يفطر ". ) تقدم الكلام على حكم صيام الدهر فراجع.
( قال: كيف من يصوم يومين ويفطر يوما ؟ قال: " ويطيق ذلك أحد ؟" قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يوما ؟ قال: " ذاك صوم ( داود ) عليه السلام " ).
وفي رواية أخرى: ( قال: " ذاك صوم أخي (داود ) عليه السلام " ). ( قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يومين ؟: قال " وددت أني طوقت ذلك" ).
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : معناه: وددت أن أمتي تطوقه.