( عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص، (رضي الله عنهما ) قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني (أصوم: أسرد ) وأصلي الليل ؛ فإما أرسل إلي ( وإما [ ص: 153 ] لقيته ) فقال: " ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر، وتصلي الليل ؟ فلا تفعل. فإن لعينك حظا، ولنفسك حظا، ولأهلك حظا " ).
("فصم وأفطر، وصل ونم، وصم من كل عشرة أيام (يوما ). ولك أجر تسعة ". قال: إني أجدني أقوى من ذلك يا نبي الله ! قال: "فصم صيام ( داود ) عليه السلام" قال: وكيف كان (داود ) يصوم يا نبي الله ؟ قال: " كان يصوم يوما، ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى " قال: من لي بهذه ؟ ) أي: هذه الخصلة الأخيرة، وهي ( عدم الفرار ). صعبة علي كيف لي بتحصيلها. ( يا نبي الله ؟ قال عطاء: فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صام من صام الأبد. لا صام من صام الأبد " ). هكذا هو في نسخة ( المختصر ).
وفي أكثر نسخ ( nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ): مكرر ثلاث مرات.
( وفيه ): النهي عن صيام الدهر، وإليه ذهب أهل الظاهر. نظرا لظاهر هذا الحديث، وما في معناه.
وقد جمع ( nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ) طرقها فأتقنها.
[ ص: 154 ] وذهب جماهير العلماء إلى جوازه، إذا لم يصم الأيام المنهي عنها.
وهي: ( العيدان، والتشريق ).
وقالت الشافعية باستحبابه، بشرط أن لا يلحقه ضرر ولا يفوت حقا. وإلا فمكروه.
وأجابوا عن حديث الباب: بأنه محمول على حقيقته، بأن يصوم معه الأيام المنهي عنها.
وقيل: معنى (لا صام )، أنه لا يجد من مشقته ما يجدها غيره. فيكون خبرا لا دعاء.
هذا حاصل ما ذكره النووي .
والحديث يرد عليهم. وكل ما أجابوا به عنه أجنبي عن المقام، أو تكلف.
وقد تقدم الكلام على هذا الصيام فراجعه.
قال في ( السيل الجرار ): حديث "لا صام من صام الأبد" في الصحيحين.
وكذلك حديث أبي قتادة، عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره: ( قال: قيل: يا رسول الله ! كيف بمن صام الدهر ؟ قال: "لا صام ولا أفطر ". أو "لم يصم ولم يفطر " ) ؛ معناهما: أنه لما خالف الهدي النبوي، الذي رغب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان بمنزلة: ( من لم يصم صوما مشروعا يؤجر عليه. ولا أفطر فطرا ينتفع به ).
[ ص: 155 ] ويؤيد أن هذا المعنى هو المراد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن عمرو - وقد كان أراد أن يصوم الدهر - "صم من كل شهر ثلاثة أيام " الحديث.
ومع هذا، فقد ورد الوعيد على صوم الدهر ؛ فأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان، nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة، nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة، و nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ؛ ( عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=699726 " من صام الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا" وقبض كفه ).