(عن ابن شماسة المهري) بفتح الشين وضمها. اسمه عبد الرحمن.
«والمهري» بفتح الميم وإسكان الهاء وبالراء.
(قال: حضرنا nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص، «وهو في سياقة الموت ) ، بكسر السين. أي: حال حضور الموت. فبكى طويلا، وحول وجهه إلى الجدار. فجعل ابنه يقول: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ أما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟.
«فيه استحباب تنبيه المحتضر، على إحسان ظنه بالله سبحانه، وذكر آيات الرجاء، وأحاديث العفو عنده، وتبشيره مما أعد الله تعالى للمسلمين، وذكر حسن أعماله عنده ؛ ليحسن ظنه بالله تعالى، ويموت عليه، وهذا الأدب مستحب بالاتفاق. وموضع الدلالة من هذا الحديث، قول nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو لأبيه هذا.
(قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نعد، بضم النون.
لقد رأيتني: وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب [ ص: 451 ] إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته. فلو مت على تلك الحال، لكنت من أهل النار. فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك، فلأبايعك. فبسط يمينه «قال:» فقبضت يدي. قال: «ما لك يا عمرو؟» ، قال: قلت: أردت أن أشترط. قال: «تشترط بماذا» ؟ قلت: أن: يغفر. لي قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟» أي: يسقطه، ويمحو أثره مطلقا، مظلمة كانت أو غيرها، صغيرة كانت أو كبيرة. «وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله، (فيه» أن كل واحد منها، يهدم ما كان قبله من المعاصي. وقيل: إنهما لا يكفران المظالم، ولا يقطع فيهما بغفران الكبائر، التي بين العبد ومولاه، فيحمل الحديث على هدمهما الصغائر المتقدمة. والأول. أولى لأن السياق واحد، وفضل الله أوسع.
(وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني ) بتشديد الياء على التثنية (منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه ) .
ثم قيل: سبب الكراهة، كونه من شعار الجاهلية. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب المالكي: كره تفاؤلا بالنار.
(فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ) ؛ هو بالمهملة، والمعجمة، وهو الصب. وقيل: بالمهملة «الصب في سهولة» ، وبالمعجمة «التفريق» «وفيه» ، استحباب صب التراب في القبر، وأنه لا يقعد على القبر، بخلاف ما يعمل في بعض البلاد. «ثم أقيموا حول قبري- قدر ما تنحر جزور- ) هي بفتح الجيم، وهي من الإبل، (ويقسم لحمها، حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل بي؟ ) .