( وإذا دخل " مكة "، دخل من الثنية العليا ) ، التي بالبطحاء . [ ص: 371 ] وهي بالمد. ويقال لها: البطحاء ، والأبطح . وهي بجنب المحصب . وهذه الثنية ينحدر منها، إلى مقابر مكة .
قال (في نيل الأوطار): "الثنية": كل عقبة في طريق، أو جبل، فإنها تسمى: "ثنية".
وهذه الثنية العليا ، هي التي يقال لها: (الحجون) . بفتح المهملة وضم الجيم. وكانت صعبة المرتقى، فسهلها nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، ثم عبد الملك ، ثم المهدي ، على ما ذكره الأزرقي . ثم سهلها كلها: سلطان مصر (الملك المؤيد ).
(ويخرج من الثنية السفلى ) . هي: عند باب الشبيكة ، بقرب شعب الشاميين ، من ناحية قعيقعان . وعليها (باب) بني في القرن السابع.
قال النووي : قيل: إنما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم - هذه المخالفة، في طريقه: داخلا وخارجا، تفاؤلا بتغير الحال إلى أكمل منه. كما فعل في العيد. وليشهد له الطريقان. وليتبرك به أهلهما.
قال (في شرح المنتقى): وقيل: الحكمة في ذلك: المناسبة (بجهة العلو) عند الدخول، لما فيه من تعظيم المكان. وعكسه: الإشارة إلى فراقه.
وقيل: لأن إبراهيم ، لما دخل مكة : دخل منها.
[ ص: 372 ] وقيل: لأنه -صلى الله عليه وسلم -، خرج منها مختفيا في الهجرة، فأراد أن يدخلها: ظاهرا غالبا ظافرا عاليا.
وقيل: لأن من جاء من تلك الجهة، كان مستقبلا للبيت .
ويحتمل: أن يكون ذلك، لكونه: دخل منها يوم الفتح، فاستمر على ذلك. انتهى.
قال النووي : مذهبنا: أنه يستحب دخول ( مكة ): من الثنية العليا ، والخروج منها: من السفلى. لهذا الحديث.
ولا فرق، بين أن تكون هذه الثنية على طريقه. كالمدني والشامي. أو لا تكون، كاليمني. فيستحب لليمني وغيره: أن يستدير ويدخل ( مكة ) من الثنية العليا .
وقال بعض أصحابنا: إنما فعلها، لأنها كانت على طريقه. ولا يستحب لمن ليست على طريقه، كاليمني. وهذا ضعيف.
والصواب: الأول.
وهكذا يستحب له: أن يخرج من (بلده) ، من طريق. ويرجع من أخرى. لهذا الحديث.