قال في (شرح المنتقى) : استدل به على: أن رمي الراكب لجمرة العقبة ، أفضل من رمي الراجل. وبه قالت الشافعية ، والحنفية.
وقيل: إن رمي الراجل أفضل. وأجيب عن الحديث: بأنه صلى الله عليه وسلم كان راكبا ، لعذر الازدحام. انتهى.
قال النووي: فيه: أنه يستحب لمن وصل (منى) راكبا ، أن يرمي [ ص: 539 ] جمرة العقبة يوم النحر راكبا. ولو رماها ماشيا جاز. وأما من وصلها ماشيا ، فيرميها ماشيا. وهذا في يوم النحر.
وأما اليومان الأولان من أيام التشريق ; فالسنة: أن يرمي فيهما جميع الجمرات ماشيا.
وفي اليوم الثالث ، يرمي راكبا وينفر.
قال: هذا كله ، مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وغيرهما.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وإسحاق: يستحب يوم النحر ، أن يرمي ماشيا.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر: وكان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير ، وسالم ، يرمون مشاة.
قال: وأجمعوا على أن الرمي ، يجزيه على أي حال رماه ، إذا وقع في المرمى.
(ويقول: " لتأخذوا ") بكسر اللام.
قال النووي: هي لام الأمر. ومعناه: (خذوا) . وهكذا وقع في رواية غير nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي " رحمه الله ": روايتنا لهذا الحديث بالنون.
أي: يقول لنا: " خذوا ". فيكون (لنا) صلة للقول. قال: وهو الأفصح. وقد روي (لتأخذوا) بالتاء ، وهي لغة شاذة ، قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في قوله تعالى: (فبذلك فلتفرحوا) . انتهى.
قال في (النيل) : والأولى أن يقال: إنها قليلة ، لا شاذة ، لورودها [ ص: 540 ] في كتاب الله ، وفي كلام نبيه صلى الله عليه وسلم ، وفي كلام فصحاء العرب.
(مناسككم) .
قال النووي: وتقدير الحديث: أن هذه الأمور ، التي أتيت بها في حجي: من الأقوال، والأفعال ، والهيئات ، هي أمور الحج وصفته. وهي مناسككم ، فخذوها عني ، واقبلوها واحفظوها ، واعملوا بها ، وعلموها الناس.
قلت: واللازم من هذين الأصلين: أن الأصل الأصيل ، والأس الجليل ، في أفعال الحج والصلاة: هو الوجوب ، إلا ما خرج بدليل.
وبهذا قال أهل الظاهر ، وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، ورجحه القاضي الشوكاني في مواضع من مؤلفاته ، وهو الحق الحقيق بالقبول والاتباع.
(فإني لا أدري ! لعلي لا أحج بعد حجتي هذه) .
فيه: إشارة إلى توديعهم ، وإعلامهم بقرب وفاته صلى الله عليه وسلم ، وحثهم على الاعتناء بالأخذ عنه ، وانتهاز الفرصة من ملازمته ، وتعلم أمور الدين ، وبهذا سميت: (حجة الوداع) .