(عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن أبيه ) ، ولم يروه عن المسيب إلا ابنه «سعيد» كذا قال الحفاظ. وفي هذا رد على الحاكم في قوله: لم يخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ولا nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن أحد ممن لم يرو عنه إلا «راو» واحد. قال النووي: ولعله أراد «من غير الصحابة» قال: (لما حضرت أبا طالب الوفاة ) أي: قربت وفاته، وحضرت دلائلها، وذلك قبل المعاينة والنزع، لقوله تعالى: وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن .
ويدل على أنه قبل المعاينة محاورته للنبي صلى الله عليه وسلم، ومع كفار قريش.
[ ص: 67 ] وجعل «الحضور» هنا على حقيقة الاحتضار ليس بصحيح (جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عم! قل: لا إله إلا الله. كلمة أشهد لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب؛ أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه (بفتح الياء وكسر الراء» «ويعيد له تلك المقالة» ، وفي نسخة «ويعيدان له» على التثنية؛ لأبي جهل وابن أبي أمية؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض: وهذا أشبه «حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم» به: (هو على ملة عبد المطلب ) هذا من أحسن الآداب وألطف التصرفات، وهو أن من حكي قول غيره القبيح أتى به بضمير الغيبة لقبيح صورة لفظه الواقع.
وفيه أن «أبا طالب» مات على ما مات عليه عبد المطلب وكانا ماتا على الشرك (وأبى أن يقول: لا إله إلا الله) ولا حول ولا قوة إلا بالله (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) ، وضبط «أم» من غير ألف بعد الميم. والأكثر «أما» . قال النووي: وكلاهما صحيح «وأم» أكثر ما تحذف «ألفها» إذا وقع بعدها القسم للدلالة على شدة اتصال الثاني بالأول. لأن الكلمة إذا بقيت على حرف واحد لم تقم بنفسها، فعلم بحذف ألف «أما» افتقارها إلى الاتصال بالهمزة «وأما» يراد به معنى «حقا» في قولهم: «أما والله لأفعلن» ، والوجه الآخر أن يكون افتتاحا للكلام منزله «ألا» كقولك: «أما إن زيدا منطلق» [ ص: 68 ] قاله ابن الشجري. وفيه جواز «الحلف» من غير استحلاف؛ وكان الحلف هنا لتوكيد العزم على الاستغفار وتطييبا لنفس أبي طالب.
وكانت وفاته بمكة قبل الهجرة بقليل؛ قال ابن فارس: مات «أبو طالب» ولرسول الله صلى الله عليه وسلم تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما. وتوفيت nindex.php?page=showalam&ids=10640«خديجة» أم المؤمنين بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام.
أجمع المفسرون على أنها نزلت في «أبي طالب» حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وغيره، وهي عامة؛ فإنه لا يهدي ولا يضل إلا الله تعالى. قال الفراء: من أحببته لقرابته، أو من أحببت أن يهتدي وهو أعلم بمن قدر له الهدى.