(عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما: عن النبي قال: "إن الإسلام بدأ غريبا).
قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: يعني في المدينة، "وسيعود" يعني: إليها "غريبا كما بدأ" وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: ظاهر الحديث العموم، وأن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة، ثم انتشر، ثم سيلحقه النقص والإخلال، حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضا كما بدأ. وجاء في الحديث تفسير "الغرباء" وهم "النزاع" من القبائل، انتهى.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة يرفعه، عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا "فطوبى للغرباء، "وطوبى": "فعلى"، من "الطيب" قاله الفراء. قال: وفيها "لغتان": تقول العرب: طوباك، وطوبى لك: ومعناه: فرح، وقرة عيني.
وقال عكرمة: نعم ما لهم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك: غبطة لهم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: حسنى لهم. وقال أيضا: أصابوا خيرا.
وقال إبراهيم: خير لهم وكرامة.
وقال ابن عجلان: دوام الخير. وقيل: الجنة. وقيل: شجرة في الجنة. وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث.
"وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها"، أي: ينضم ويجتمع بين مسجدي مكة والمدينة. وظاهره أن يكون هذا الأمر في آخر الزمان، عند قرب الساعة.
[ ص: 276 ] "وفيه" دلالة على بقاء الإسلام إلى آخر الدهر؛ وأن يصير غريبا ويعود عزيزا، وأن الحرمين موضع ضمه واجتماعه في ذلك الوقت.
قال في "المرقاة": الحجاز اسم لمكة والمدينة وحواليهما، من البلاد.
"وليعقلن" وجواب قسم محذوف. أي: والله ليعتصمن الدين، "والأروية" الأنثى من المعز الجبلي "والمعقل" مصدر ميمي بمعنى العقل.
والمعنى: أن الدين في آخر الزمان عند ظهور الفتن، يعود إلى الحجاز كما بدأ منه انتهى.
وهذا المعنى قد يقال: يوجد في هذا الزمان. فإن بلاد البسيطة أجمعها؛ [ ص: 277 ] قد "ملئت" بفساد الدين. وإنما عاد الدين في هذا الوقت إلى الحجاز.
ومنه "قطر اليمن الميمون" فقد خرج منه جماعة من أهل العلم بالحديث الذين أصلحوا ما أفسد الناس، من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه بقية من أهلها إلى الآن.
وإطلاق "الغربة" على هذا النوع من أهل العلم والدين. ثم تبشيرهم بقوله: "طوبى للغرباء" نعمة، وأي نعمة! اللهم اجعلنا من زمرتهم، واحشرنا معهم.
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا: "من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد" بيض له في "المشكاة"، وقال في الحاشية: رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في كتاب "الزهد" له من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس.