(عن أبي سعيد "مولى المهري" ; أنه جاء nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري ليالي الحرة ) يعني: الفتنة المشهورة، التي نهبت فيها المدينة، سنة ثلاث وستين.
(فاستشاره في الجلاء من المدينة ). بفتح الجيم والمد. وهو الفرار من بلد إلى غيره.
(وشكا إليه أسعارها، وكثرة عياله. وأخبره: أن لا صبر له على جهد المدينة ولأوائها. فقال له: ويحك! لا آمرك بذلك. إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يصبر أحد على لأوائها فيموت، إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة، إذا كان مسلما". ).
فقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وطائفة: تكره المجاورة بمكة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وطائفة: لا تكره بل تستحب، وإنما كرهها من كرهها لأمور ; منها: خوف الملل، وقلة الحرمة للأنس، وخوف ملابسة الذنوب، فإن الذنب فيها أقبح منه في غيرها. كما أن الحسنة فيها أعظم منها في غيرها.
واحتج من استحبها ; بما يحصل فيها من الطاعات، التي لا تحصل بغيرها، وتضعيف الصلوات والحسنات، وغير ذلك.
قال: والمختار: أن المجاورة بهما جميعا مستحبة، إلا أن يغلب على ظنه الوقوع في المحذورات المذكورة. وقد جاورتهما خلائق لا يحصون: من سلف الأمة وخلفها، ممن يقتدى به.
وينبغي للمجاور: الاحتراز عن المحذورات وأسبابها. انتهى.
اللهم! ارزقنا مجاورة الحرمين، وأمتنا في أحدهما على كلمة الإسلام العليا بلا مين. إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.