والثاني: أن المنهي عنه، هو القدوم على الوباء الذريع، والطاعون. وأما هذا الذي كان في المدينة، فإنما كان "وخما مرض بسببه كثير من الغرباء. والله أعلم.
(فاشتكى أبو بكر، واشتكى بلال. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى أصحابه، قال: "اللهم! حبب إلينا المدينة، كما حببت مكة أو أشد" ) أي: أزيد منها في المحبة والوداد.
(وصححها ). واذهب بأمراضها وأسقامها.
(وبارك لنا في صاعها ومدها. وحول حماها إلى الجحفة ).
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره: كان ساكنوا الجحفة في ذلك الوقت يهودا.
[ ص: 68 ] قال ومذهب العلماء كافة: أن الدعاء عبادة مستقلة. ولا يستجاب منه إلا ما سبق به القدر. والله أعلم. انتهى.
قلت: قد تظاهرت الأدلة الكثيرة الصحيحة، المحكمة الصريحة، من الكتاب والسنة: في الأمر بالدعاء له ولإخوانه، من المسلمين: الأحياء منهم والأموات. ووردت أحاديث في الوعيد لمن لا يدعو، وفي غضب الله سبحانه على من لا يسأل. وهي معروفة في دواوين الإسلام ; لا سيما كتب الدعوات. فإنكاره إنكار لما ثبت ثبوتا متواترا، من القرآن والحديث. وقد أمرنا بهذا وفعله: من كان في أعلى مرتبة من التوكل والرضاء، وأرفع درجة من التسليم للقدر والقضاء. فما معنى قول القائل: إنه قدح في ذلك ؟