(عن جابر) بن عبد الله "رضي الله عنهما"; (أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم رأى امرأة، فأتى امرأته زينب، وهي تمعس منيئة لها، فقضى حاجته) .
قال أهل اللغة: المعس: الدلك.
[ ص: 310 ] والمنيئة "على وزن صغيرة، وكبيرة، وذبيحة". قالوا: هي الجلد، أول ما يوضع في الدباغ.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي: يسمى "منيئة"، مادام في الدباغ.
وقال أبو عبيدة: هو في أول الدباغ: "منيئة"، ثم "أفيق" بفتح الهمزة وكسر الفاء. وجمعه: "أفق". كقفير، وقفر. ثم "أديم". والله أعلم.
(ثم خرج إلى أصحابه فقال: "إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان") .
معناه: الإشارة إلى الهوى، والدعاء إلى الفتنة بها. لما جعله الله تعالى في نفوس الرجال: من الميل إلى النساء، والالتذاذ بنظرهن وما يتعلق بهن. فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر، بوسوسته وتزيينه له.
قال النووي : قال العلماء: إنما فعل هذا بيانا لهم، وإرشادا لما ينبغي أن يفعلوه. فعلمهم بفعله وقوله.
وفيه: أنه لا بأس أن يطلب الرجل امرأته إلى الوقاع، في النهار وغيره. وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه. لأنه ربما غلبت على الرجل "شهوة" يتضرر بالتأخير في بدنه، أو في قلبه وبصره. والله أعلم.