(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة "رضي الله عنه"; قال: قال nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة "رضي الله عنه": يا رسول الله ! لو وجدت مع أهلي رجلا، لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء؟ ! قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم". [ ص: 424 ] قال: كلا ! والذي بعثك بالحق ! إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي وغيره: ليس قوله هذا، ردا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ولا مخالفة من سعد لأمره صلى الله عليه وآله وسلم. وإنما معناه: الإخبار عن حالة الإنسان، عند رؤيته الرجل عند امرأته. واستيلاء الغضب عليه. فإنه حينئذ: يعاجله بالسيف، وإن كان عاصيا.
وفي رواية أخرى: (قال سعد: بلى والذي أكرمك بالحق ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اسمعوا إلى ما يقول سيدكم".) .
(قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اسمعوا إلى ما يقول سيدكم".) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري وغيره: "السيد" هو الذي يفوق قومه، في الفخر. قالوا: والسيد أيضا: الحليم. وهو أيضا: حسن الخلق. وهو أيضا: الرئيس. قلت: ولا مانع من حمله: على الجميع.
قال العلماء: "الغيرة" بفتح الغين أصلها: المنع. والرجل غيور على أهله. أي: يمنعهم من التعلق بأجنبي، بنظر، أو حديث، أو غيره. والغيرة: صفة كمال. فأخبر صلى الله عليه وآله وسلم، بأن سعدا: غيور. وأنه صلى الله عليه وآله وسلم: أغير منه. وأن الله: أغير منه صلى الله عليه وآله وسلم. وأنه من أجل ذلك: حرم الفواحش. فهذا تفسير لمعنى غيرة الله. أي: أنها منعه سبحانه وتعالى الناس: من الفواحش. لكن الغيرة في حق الناس، يقارنها: تغير حال الإنسان وانزعاجه. وهذا مستحيل في غيرة الله تعالى. قاله النووي .
قلت: "الغيرة" صفة من صفات الرب جل جلاله. فالصواب: طيها على غيرها، من دون تأويل لها، فإن التأويل فرع التكذيب. وهو أعلم بصفته، كما هو أعلم بذاته. وما لنا والخوض في بحر لا ساحل له، ولا عبور عليه؟ وقد وردت الأحاديث الصحيحة بهذه الصفة، في حقه تعالى. فيجب الإيمان بها، وإمرارها كما جاءت. وهذه طريقة السلف الصالح. وهم أتقى الناس لله، وأخشاهم، وأكثرهم أدبا. والله أعلم.