(عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق، ) قال السمعاني في "الأنساب": سمي nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروقا؛ لأنه سرقه إنسان في صغره، ثم وجد.
(قال: كنت متكئا عند nindex.php?page=showalam&ids=25 "عائشة"؛ فقالت: يا أبا عائشة ! ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية) بكسر الفاء، وإسكان الراء، وهي "الكذب"، وجمعها فرى".
"قلت: ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدا "صلى الله عليه وسلم" رأى ربه فقد [ ص: 332 ] أعظم على الله الفرية. قال nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق: وكنت متكئا، فجلست؛ فقلت: يا أم المؤمنين! أنظريني ولا تعجليني؛ أي: أمهليني. "ألم يقل الله -عز وجل- ولقد رآه بالأفق المبين ، " ولقد رآه نزلة أخرى ".
فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين: رأيته منهبطا من السماء، سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض" هكذا في الأصول وهو صحيح.
وأنكره مطرف التابعي المشهور. وقال: لا تقولوا "إن الله يقول" ولكن قولوا: "إن الله قال"، وإنكاره هذا خلاف ما فعلته الصحابة، والتابعون، ومن بعدهم من أئمة المسلمين.
والصحيح المختار: جواز الأمرين، كما استعملته nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ومن في عصرها، وبعدها، من السلف والخلف، وليس لمن أنكر حجة.
وفي رواية أخرى عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بلفظ: (سألت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة هل رأى [ ص: 334 ] محمد ربه ؟ فقالت: سبحان الله ! لقد وقف شعري لما قلت) وساق الحديث بقصته.
فأنكرتها nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة، وجماعة، وهو المشهور عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وذهب آخرون من أهل الحديث والكلام، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس، إلى إثباتها، ومثله عن nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر، وكعب، والحسن، وكان يحلف على ذلك، وحكي مثله عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13711الأشعري وجماعة من أصحابه: إنه رآه.
ووقف بعض المالكية في هذه، وقال: ليس عليها دليل واضح، ولكنها جائزة، وسؤال موسى إياها دليل على جوازها في الدنيا.
وقال صاحب "التحرير": الحجج في هذه المسألة، وإن كانت كثيرة [ ص: 335 ] ولكنا لا نتمسك؛ إلا بالأقوى منها؛ وهو حديث nindex.php?page=showalam&ids=11 "ابن عباس"؛ وقد راجعه nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في هذه المسألة وراسله؛ فأخبره أنه رآه.
nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة؛ لم تخبر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "لم أر ربي"، وإنما ذكرت ما ذكرت متأولة للآيات المذكورة؛ ولا يظن nindex.php?page=showalam&ids=11بابن عباس أنه تكلم فيها بالظن والاجتهاد.
وقال معمر بن راشد: ما nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة عندنا بأعلم من nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس. ثم إنه أثبت شيئا نفاه غيره، والمثبت مقدم على النافي انتهى حاصله.
قال النووي: والحاصل: أن الراجح عند أكثر العلماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعيني رأسه "ليلة الإسراء" لحديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره؛ وإثبات هذا لا يأخذونه إلا بالسماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مما لا ينبغي أن يشك فيه انتهى.
ثم أجاب عن استدلال nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بالجواب "الذي تقدم ذكره".
والذي يظهر لي في هذا الموضع: أن الصواب في هذه المسألة السكوت، وعدم الخوض فيها. لأن الكتاب العزيز جاء محتملا، ولا استدلال مع الاحتمال.
فمن أثبت الرؤية فإنما أثبتها بالكتاب، والكتاب حالته هذه، ولم يأت nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما بمرفوع في هذا الباب؛ وإنما استدل بالآيات، فكان ذلك من اجتهاده؛ ولا حجة في اجتهاد أحد إذا لم يعضده الدليل الواضح.
[ ص: 336 ] وأما nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، فإنها أيضا استدلت باجتهاد منها بالآيات؛ واستدلالها أوضح من استدلال غيرها.
ومع "ذلك [ورد صريحا] في رواية"، أنها قالت في جواب مسروق "أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنما هو جبريل" الحديث.
وهذا يدلك على أن معنى الآية قد تعين بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم.
ولفظ "إنما" للحصر، ولا ريب في أن سياق الآيات الواردة في هذه القصة واحد، وضمائرها تعود إلى شيء واحد. فما الموجب لصرف ظاهرها إلى ما لا دليل عليه من المرفوع؟ بل إلى ما هو خلاف المرفوع؛ والدليل.
فالصواب التوقف؛ حتى تأتي الحجة البينة في ذلك.
ولا أقول: إن الرؤية غير جائزة. بل الكلام في ثبوتها بالنص الصحيح المرفوع، ولا حجة في حديث موقوف، وكلام صحابي خالفه غيره منهم، وليست هذه المسألة مما يدرك بالعقل، والاجتهاد، والخوض، والظن، وإنما تتلقى من السماع، ولا سماع يرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، والله أعلم بحقيقة ما كان هنالك.
"قالت: ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول:
فتحصل: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتم شيئا مما أوحي إليه، بل بلغه بتمامه إلى الأمة، وأمر الأمة بتبليغه إلى سائر الأمة الحاضرة والآتية إلى قيام الساعة.
وأول من قام بامتثال أمره صلى الله عليه وسلم ذلك هم أهل الحديث، وأصحاب السنة المطهرة.
ولذلك دعا لهم بالنضرة، وعد لهم بقوله: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله"، وأخبر عن ظهورهم على أهل الباطل بالحق حتى يأتي أمر الله.
وهذه فضيلة، ومزية، وخصيصة، وبشارة، لا يشاركهم فيها غيرهم من آحاد الأمة، بل ولا خواصها والله يختص برحمته من يشاء [ ص: 338 ] (قالت: ومن زعم أنه يخبر ما يكون في غد فقد أعظم "على الله" الفرية. والله يقول:
"وفيه"، أن الله سبحانه وتعالى هو المستأثر بعلم المغيبات، وأن غيره وإن كان نبيا، أو ملكا، أو وليا، أو صالحا، أو سلطانا، أو عارفا، أو غير هؤلاء لا يعلم أحدهم شيئا منها، لا في السماوات ولا في الأرض.
وقد حكى الله سبحانه عن رسوله "خاتم الأنبياء" في كتابه "خاتم الكتب السماوية" الذين لا حجة في غيرهما ما نصه:
وليس بعد بيان الله وبيان رسوله بيان، ولا قرية بعد "عبادان".
وهدى الله جماعة من أهل البدع القائلة بمعرفة "علم الغيب"، له صلى الله عليه وسلم ولغيره من الأولياء والمشايخ الصلحاء؛ فهذا ليس عليه دليل. بل الدليل يخالفه ويرده، ويا لله العجب! إلى أين يذهب بعقول هؤلاء عدوهم "إبليس" ؟! وفي أي هوة يكبهم على وجوههم؟! أعاذنا الله وأهل جلدتنا عن ذلك.
[ ص: 339 ] "وزاد داود: قالت" يعني nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الصديقة رضي الله عنها "ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا مما أنزل عليه لكتم هذه الآية: