(عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى رضي الله عنه: قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات؛ فقال: (إن الله عز وجل" لا ينام ولا ينبغي له أن ينام):
أي: إنه يستحيل في حقه النوم. فإن النوم انغمار وغلبة على العقل يسقط به الإحساس، وإنه أخو الموت كما في الحديث، والله تعالى حي قيوم منزه عن ذلك.
"يخفض القسط ويرفعه" قال nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: "القسط" "الميزان"؛ سمي به لأن أصل "القسط" العدل؛ وبالميزان يقع "العدل". والمراد: أنه سبحانه يخفض الميزان ويرفعه؛ مما يوزن من أعمال العباد المرتفعة، ومن أرزاقهم النازلة.
قال النووي: وهذا تمثيل لما يقدر تنزيله؛ فشبه بوزن "الميزان" انتهى.
وأقول: ليس هذا بتمثيل، بل هو تحقيق، كما هو مذهب السلف فيه، وفي أمثاله من الآيات، والأحاديث.
وإنما قال "بالتمثيل" الخلف؛ الذين لم يزنوا أقوالهم في ميزان السنة المطهرة؛ فلا اعتداد بهم ولا بقولهم.
وقيل: المراد "بالقسط" الرزق، الذي هو قسط كل مخلوق، يخفضه فيقتره، ويرفعه فيوسعه، والله أعلم.
[ ص: 341 ] "يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل" وفي الرواية الثانية "عمل النهار بالليل، وعمل الليل بالنهار" يعني: أن الملائكة الحفظة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار، وبأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل.
"حجابه النور" أصل "الحجاب" في اللغة: "المنع والستر".
قال النووي: وحقيقة "الحجاب" إنما تكون للأجسام المحدودة، والله تعالى منزه عن الجسم، والحد.
والمراد هنا: "المانع من رؤيته". وسمي ذلك المانع نورا أو نارا؛ لأنهما يمنعان من الإدراك في العادة لشعاعهما، انتهى.
ولا ضرورة إلى هذا التأويل. بل الذي عليه السلف إمراره كما جاء من دون تكييف، ولا تأويل، ولا تعطيل، ولا تشبيه، ولا تمثيل.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
وفي رواية أبي بكر: "النار": لو كشفه، لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
"السبحات، بضم السين والباء جمع "سبحة" معنى "النور"، والجلال، والبهاء، والسناء، والضياء، والجمال.
قال النووي: والمراد بالوجه "الذات".
وهذا يرده قوله "ما انتهى إليه بصره"، فالصواب: إبقاؤه على ظاهره وعدم صرفه عنه بلا وجه موجه.
[ ص: 342 ] قال: والمراد من "خلقه": جميع المخلوقات؛ لأن بصره سبحانه محيط بجميع الكائنات، ولفظة "من" لبيان الجنس لا للتبعيض. انتهى.