إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم فرفع يديه، وقال: اللهم أمتي أمتي. وبكى. فقال الله [ ص: 399 ] "عز وجل" يا جبريل؛ اذهب إلى محمد "وربك أعلم" فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله، فأخبره "رسول الله" ما قال. "وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك، ولا نسوؤك).
وأما قوله: "ولا نسوءك" فقال صاحب التحرير: هو تأكيد للمعنى.
أي: لا نحزنك؛ لأن الإرضاء قد يحصل في حق البعض بالعفو عنهم، ويدخل الباقي النار. فقال تعالى: نرضيك، ولا دخل عليك حزنا، بل ننجي الجميع.
كيف وعموم شفقته صلى الله عليه وسلم على الأمة، ورأفته بهم، لا يقتضي تخصيص بعض، وترك بعض، وهو صلى الله عليه وسلم لا يرضى إلا بنجاة الجميع؛ إن شاء الله تعالى.
"إلا من حبسه القرآن"، وأوقعه الشرك في هوة الهوان، ومن كان كذلك "ونعوذ بالله منه"، فإنه ليس في الحقيقة من أمة الإجابة.