(عن جابر بن عبد الله ) رضي الله عنهما؛ (قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم وأنا مريض، لا أعقل. فتوضأ، فصبوا علي من وضوئه، فعقلت ) فيه: فضيلة عيادة المريض.
واستدل به الجمهور: على طهارة الماء المستعمل في الوضوء والغسل، ردا على nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف القائل بنجاسته. وهي رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة.
وفي الاستدلال به نظر، لأنه يحتمل: أنه صب من الماء الباقي في الإناء. ولكن قد يقال: البركة العظمى: فيما لاقى أعضاءه "صلى الله عليه وآله وسلم" في الوضوء. والله أعلم.
(فقلت: يا رسول الله! إنما يرثني كلالة. فنزلت آية الميراث. فقلت nindex.php?page=showalam&ids=16920لمحمد بن المنكدر: يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ؟ قال: هكذا أنزلت ) .
اختلفوا في اشتقاق الكلالة؛ [ ص: 186 ] فقال الأكثرون: مشتقة من "التكتل"، وهو التطرف. فابن العم مثلا، يقال له: "كلالة"، لأنه ليس على عمود النسب، بل على طرفه.
وقيل: من الإحاطة. ومنه: "الإكليل". وهو شبه عصابة تزين بالجوهر. فسموا "كلالة"، لإحاطتهم بالميت من جوانبه.
وقيل: مشتقة من: "كل الشيء"، إذا بعد وانقطع. ومنه قولهم: "كلت الرحم"، إذا بعدت وطال انتسابها. ومنه: "كل في مشيه"، إذا انقطع لبعد مسافته.
واختلف العلماء في المراد بها في الآية، على أقوال؛
أحدها: المراد: الوراثة، إذا لم يكن للميت ولد، ولا والد.
الثاني: أنه اسم للميت، الذي ليس له ولد ولا والد، ذكرا كان الميت أو أنثى. وبه قال أبو بكر، nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود، nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس.
الثالث: أنه اسم للورثة، الذين ليس فيهم ولد ولا والد، احتجاجا بقول nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: "إنما يرثني كلالة"، ولم يكن له ولد، ولا والد.