(عن nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي ) رضي الله عنهما : (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التقى هو والمشركون ، فاقتتلوا. فلما مال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عسكره ، ومال الآخرون إلى عسكرهم ، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم رجل ، لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها ، يضربها بسيفه (.
الشاذ والشاذة : الخارج والخارجة عن الجماعة. قال عياض : أنث الكلمة على معنى النسمة. أو تشبيه الخارج : بشاذة الغنم. ومعناه : أنه لا يدع أحدا ، على طريق المبالغة. قال ابن الأعرابي : يقال : " فلان لا يدع شاذة ولا فاذة " ، إذا كان شجاعا ، لا يلقاه أحد إلا قتله.
وهذا الرجل الذي كان لا يدع شاذة ولا فاذة : اسمه : " قزمان ". قاله nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب البغدادي. قال : وكان من المنافقين. (فقالوا ما أجزأ منا اليوم أحد ، ما أجزأ فلان ) مهموز : معناه : ما أغنى وكفى أحد غناءه وكفايته.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أما ، إنه من [ ص: 293 ] أهل النار ". فقال رجل من القوم : أنا صاحبه (كذا في الأصول.
ومعناه : أنا أصحبه في خفية ، وألازمه ، لأنظر السبب الذي به يصير من أهل النار ) . فإن فعله في الظاهر جميل. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أنه من أهل النار. فلا بد له من سبب عجيب.
(قال : فخرج معه ؛ كلما وقف وقف معه. وإذا أسرع أسرع معه. قال : فجرح الرجل جرحا شديدا ، فاستعجل الموت ، فوضع نصل سيفه (أي : مقبضه (بالأرض ، وذبابه (بضم الذال وتخفيف الباء المكررة ، وهو طرفه الأسفل. وأما طرفه الأعلى : فمقبضه (بين ثدييه ) تثنية "ثد" بفتح الثاء. وهو يذكر ، على اللغة الفصيحة ، التي اقتصر عليها الفراء وثعلب وغيرهما. وحكى ابن فارس والجوهري وغيرهما فيه : التذكير والتأنيث. قال ابن فارس : "الثدي للمرأة ". ويقال لذلك الموضع من الرجل : ثندوة ، وثندؤة. بالفتح بلا همز. وبالضم مع الهمز. وقال الجوهري : "الثدي " للمرأة والرجل. فعلى قول ابن فارس : يكون في هذا الحديث ، قد استعار "الثدي " للرجل وجمع الثدي : أثد. وثدي بضم الثاء وكسرها.
(ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه ، فخرج الرجل إلى رسول الله [ ص: 294 ] صلى الله عليه ) وآله (وسلم ، فقال : أشهد أنك رسول الله. فقال : " وما ذاك ؟". قال : الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار ، فأعظم الناس ذلك. فقلت : أنا لكم به. فخرجت في طلبه ، حتى جرح جرحا شديدا ، فاستعجل الموت ، فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ، ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم ، عند ذلك : " إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة ، فيما يبدو للناس ، وهو من أهل النار. وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار ، فيما يبدو للناس ، وهو من أهل الجنة " (.