(عن عبد الله) ابن مسعود رضي الله عنه، (قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة نحوا من أربعين رجلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟" "قال: قلنا: نعم. فقال: "أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟" فقلنا: نعم.
(فقال: "والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة" ).
وفي لفظ: "شطر أهل الجنة"، وهما بمعنى.
ولم يقل أولا "نصف أهل الجنة"، أو "شطرهم، لكون ذلك أوقع في نفوسهم، وأبلغ في إكرامهم، فإن إعطاء الإنسان مرة بعد أخرى، دليل على الاعتناء به، ودوام ملاحظته.
ثم إنه قد ثبت في الحديث الآخر؛ أن أهل الجنة "عشرون ومائة صف هذه الأمة منها "ثمانون" صفة.
وهذا يدل على كونهم ثلثي أهل الجنة، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم، أخبر [ ص: 420 ] أولا بحديث الشطر، ثم تفضل الله تعالى بالزيادة، فأعلم بحديث الصفوف؛ فأخبر به النبي بعد ذلك.
ولهذا نظائر كثيرة في الحديث معروفة، كحديث جماعة الصلاة ونحوه.
"وذاك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة"، هذا نص صريح في أن من مات على الكفر لا يدخل الجنة أصلا. وهذا النص على عمومه بإجماع المسلمين.
(وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود).
( "أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر" ). هذا شك من الراوي.
والحديث له طرق، وألفاظ. وفي بعضها: ( "فأسند" ظهره إلى قبة أدم. فقال: إلى قوله "اللهم هل بلغت؟ اللهم اشهد).