قال: ثم جاء بعد ذلك ثمانية، فقالوا: هل من طهور؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فرغ الوضوء ".]
[ ص: 444 ] (الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=12443إياس بن سلمة عن أبيه ) رضي الله عنه : (قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم في غزوة ، فأصابنا جهد ) بفتح الجيم ، وهو المشقة (حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا. فأمر نبي الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم : فجمعنا مزاودنا ) هكذا هو في بعض النسخ ، أو أكثرها. وفي بعضها : " أزوادنا ". وفي بعضها : "تزوادنا " بفتح التاء وكسرها.
(فبسطنا له نطعا ) . في " النطع " لغات ، أفصحهن : كسر النون وفتح الطاء.
(فاجتمع زاد القوم على النطع. قال : فتطاولت لأحزره كم هو ؟ فحزرته : كربضة العنز ) أي : كمبركها. أو كقدرها وهي رابضة. قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : الرواية فيه : بفتح الراء. وحكاه ابن دريد بكسرها.
ونحن أربع عشرة مائة. قال : فأكلنا حتى شبعنا جميعا ، ثم حشونا جربنا ) بضم الراء وإسكانها : جمع " جراب ، بكسر الجيم على المشهور. ويقال بفتحها.
فقال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم : هل من وضوء ؟ ) أي : ما يتوضأ به. وهو بفتح الواو ) على المشهور. وحكي ضمها.
[ ص: 445 ] (قال : فجاء رجل بإداوة له فيها نطفة ) بضم النون. أي : قليل من الماء. (فأفرغها في قدح ، فتوضأنا كلنا ، ندغفقه دغفقة ) . أي : نصبه صبا شديدا (أربع عشرة مائة. قال : ثم جاء بعد ذلك ثمانية ، فقالوا : هل من طهور ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه ) وآله (وسلم : فرغ الوضوء ) .
قال النووي : وفي هذا الحديث : استحباب المواساة في الزاد ، وجمعه عند قلته. وجواز أكل بعضهم مع بعض ، في هذه الحالة. وليس [ ص: 446 ] هذا من " الربا " في شيء ، وإنما هو من نحو الإباحة. وكل واحد مبيح لرفقته الأكل من طعامه ، سواء تحقق الإنسان أنه أكل أكثر من حصته ، أو دونها ، أو مثلها ، فلا بأس بهذا. لكن يستحب له : الإيثار والتقلل، لاسيما : إن كان في الطعام قلة. والله أعلم.