(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك) رضي الله عنه؛ (أن رسول الله صلى الله عليه) وآله وسلم، كان يدخل على nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام بنت ملحان فتطعمه) .
اتفق العلماء على أنها كانت محرما له، صلى الله عليه وآله وسلم. واختلفوا في كيفية ذلك؛ فقال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره: كانت إحدى خالاته من الرضاعة.
وقال آخرون: بل كانت خالة لأبيه أو لجده؛ لأن عبد المطلب كانت أمه من بني النجار.
(وكانت nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام تحت nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم يوما، فأطعمته) .
وفي رواية أخرى: " فتزوجها nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت بعد".
قال النووي : فظاهر الرواية الأولى: أنها كانت زوجة لعبادة، حال دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها. ولكن الرواية الثانية صريحة في أنه: إنما تزوجها بعد ذلك. فتحمل الأولى على موافقة الثانية. ويكون قد أخبر عما صار حالا لها، بعد ذلك. والله أعلم.
[ ص: 471 ] (ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم) بفتح التاء وإسكان الفاء.
وفيه: جواز فلي الرأس وقتل القمل منه ومن غيره. قال الشافعية : قتل القمل وغيره من المؤذيات: مستحب.
وفيه: جواز ملامسة المحرم في الرأس وغيره، مما ليس بعورة. وجواز الخلوة بالمحرم. والنوم عندها.
قال النووي : وهذا كله مجمع عليه.
وفيه: جواز أكل الضيف عند المرأة المتزوجة مما قدمته له، إلا أن يعلم أنه من مال الزوج، ويعلم أنه يكره أكله من طعامه.
(ثم استيقظ وهو يضحك) . وهذا الضحك: فرحا وسرورا بكون أمته تبقى بعده متظاهرة بأمور الإسلام، قائمة بالجهاد، حتى في البحر .
(قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال: ناس من أمتي، عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر) بثاء ثم باء مفتوحتين، ثم جيم. وهو ظهره ووسطه.
وفي رواية: يركبون ظهر البحر (ملوكا على الأسرة - أو مثل الملوك على الأسرة -) . قيل: هذا صفة لهم في الآخرة، إذا دخلوا الجنة.
[ ص: 472 ] والأصح: أنه صفة لهم في الدنيا. أي: يركبون مراكب الملوك، لسعة حالهم، واستقامة أمرهم، وكثرة عددهم.
(يشك أيهما قال) والمعنى واحد.
(قالت: فقلت: يا رسول الله ! ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها. ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال: " ناس من أمتي، عرضوا علي غزاة في سبيل الله "، كما قال في الأولى. قالت: فقلت: يا رسول الله ! ادع الله أن يجعلني منهم. قال: " أنت من الأولين ") .
هذا دليل على أن رؤياه الثانية، غير الأولى. وأنه عرض فيها غير الأولين.
وفيه: معجزات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؛
منها: إخباره ببقاء أمته بعده. وأنه تكون لهم شوكة وقوة وعدد. وأنهم يغزون وأنهم يركبون البحر. وأن nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام تعيش إلى ذلك الزمان. وأنها تكون معهم.
قال النووي : وقد وجد " بحمد الله"، كل ذلك.
وفيه: فضيلة لتلك الجيوش، وأنهم غزاة في سبيل الله.
(فركبت nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام بنت ملحان البحر، في زمان معاوية) ابن أبي سفيان (فصرعت عن دابتها، حين خرجت من البحر، فهلكت) .
[ ص: 473 ] فيه: أن هذه الغزوة، جرت في زمن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : قال أكثر أهل السير والأخبار: إن ذلك كان في خلافة nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان "رضي الله عنه "، وإن فيها ركبت nindex.php?page=showalam&ids=11471أم حرام وزوجها إلى " قبرس " فهلكت هناك، ودفنت. وعلى هذا؛ معنى هذا القول: في زمان غزوه في البحر. لا في أيام خلافته.
وقيل: بل كان فيها. قال: وهو أظهر في دلالة قوله: "في زمانه ".
قال النووي : وفي هذا الحديث: جواز ركوب البحر للرجال والنساء. وكذا قاله الجمهور. وكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ركوبه للنساء. لأنه لا يمكنهن غالبا: التستر فيه، ولا غض البصر عن المتصرفين فيه، ولا يؤمن انكشاف عوراتهن في تصرفهن، لا سيما فيما صغر من السفائن، مع ضرورتهن إلى قضاء الحاجة بحضرة الرجال.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، nindex.php?page=showalam&ids=16673وعمر بن عبد العزيز: منع ركوبه. وقيل: إنما منعه " العمران ": للتجارة وطلب الدنيا، لا للطاعات.