(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس) رضي الله عنه: (قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله وسلم: لغدوة في سبيل الله أو روحة) .
" اللام" للابتداء. " الغدوة"، بفتح الغين: السير أول النهار إلى الزوال. " والروحة ": السير من الزوال إلى آخر النهار. " وأو " هنا: للتقسيم. لا للشك.
ومعناه: أن " الغدوة " يحصل بها هذا الثواب. وكذا " الروحة ".
قال النووي : والظاهر أنه لا يختص ذلك بالغدو والرواح من بلدته، بل يحصل هذا الثواب بكل غدوة أو روحة، في طريقه إلى الغزو.
وكذا غدوة وروحة في موضع القتال. لأن الجميع يسمى: " غدوة وروحة في سبيل الله ".
(خير من الدنيا وما فيها) .
قال النووي : معناه: أن فضل الغدوة والروحة في سبيل الله وثوابهما: خير من نعيم الدنيا كلها، لو ملكها إنسان وتصور تنعمه بها كلها. لأنه زائل، ونعيم الآخرة باق. قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : وقيل في معناه (ومعنى نظائره من تمثيل أمور الآخرة وثوابها بأمور الدنيا): أنها خير من الدنيا وما فيها، لو ملكها إنسان وملك جميع ما فيها، وأنفقه في أمور الآخرة.
[ ص: 478 ] قال هذا القائل: وليس تمثيل الباقي بالفاني على ظاهر إطلاقه. انتهى.
وقال ابن دقيق العيد: يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون من باب تنزيل الغائب منزلة المحسوس، تحقيقا له في النفس، لكون الدنيا محسوسة في النفس مستعظمة في الطباع. ولذلك وقعت المفاضلة بها. وإلا فمن المعلوم: أن جميع ما في الدنيا لا يساوي ذرة مما في الجنة.
والحاصل: أن المراد: تسهيل أمر الدنيا، وتعظيم أمر الجهاد. وأن من حصل له تلك الغدوة أو الروحة، فكأنه حصل له أعظم من جميع ما في [ ص: 479 ] الدنيا. فكيف لمن حصل منها أعلى الدرجات ؟! والنكتة في ذلك: أن سبب التأخير عن الجهاد: الميل إلى سبب من أسباب الدنيا.