(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس) رضي الله عنه؛ (قال: جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم فقالوا: أن ابعث معنا رجالا، يعلمونا القرآن والسنة. فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار، يقال لهم: " القراء "؛ فيهم خالي "حرام". يقرأون القرآن، ويتدارسون بالليل: يتعلمون. وكانوا بالنهار يجيئون بالماء، فيضعونه في المسجد) مسبلا، لمن أراد استعماله لطهارة، أو شرب، أو غيرهما.
وفيه: جواز وضعه في المسجد. وقد كانوا يضعون أيضا: أعذاق التمر لمن أرادها، في المسجد. في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال النووي : ولا خلاف في جواز هذا، وفضله.
(ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة، والفقراء) .
قال النووي : أصحاب الصفة: هم الفقراء الغرباء، الذين كانوا يأوون إلى مسجد النبي صلى الله عليه وآله و سلم. وكانت لهم في آخره "صفة ". وهو مكان منقطع من المسجد، مظلل عليه. يبيتون فيه. قاله nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي، والقاضي.
وأصله: من "صفة البيت ". وهي شيء كالظلة، قدامه.
[ ص: 490 ] فيه: فضيلة الصدقة. وفضيلة الاكتساب من الحلال لها.
وفيه: جواز الصفة في المسجد. وجواز المبيت فيه، بلا كراهة. قال: وهو مذهبنا، ومذهب الجمهور. انتهى.
(فبعثهم النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم إليهم. فعرضوا لهم: فقتلوهم، قبل أن يبلغوا المكان. فقالوا: اللهم ! بلغ عنا نبينا؛ أنا قد لقيناك، فرضينا عنك، ورضيت عنا) . هذا موضع الترجمة من الباب.
قال العلماء: رضي الله عنهم بطاعتهم، ورضوا عنه ما أكرمهم به وأعطاهم إياه من الخيرات.
" والرضى من الله تعالى ": إفاضة الخير والإحسان والرحمة. فيكون من صفات الأفعال. وهو أيضا بمعنى: " إرادته ". فيكون من صفات الذات.
(قال: وأتى رجل حراما "خال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس " من خلفه، فطعنه برمح حتى أنفذه. فقال حرام: فزت، ورب الكعبة ! فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم لأصحابه: " إن إخوانكم قد قتلوا. وإنهم قالوا: [ ص: 491 ] اللهم ! بلغ عنا نبينا، أنا قد لقيناك، فرضينا عنك، ورضيت عنا ") .