وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 28 - 29 جـ 13 المطبعة المصرية
[(عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبي قتادة ؛ أنه سمعه يحدث nindex.php?page=hadith&LINKID=660505عن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ أنه قام فيهم، فذكر لهم: أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال . فقام رجل فقال: يا رسول الله! أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: "نعم إن قتلت في سبيل الله، وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: "كيف قلت؟" قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله! أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: "نعم. وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر، إلا الدين؛ فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك ") .]
وفيه: احتراز ممن يقبل في وقت، ويدبر في وقت. " والمحتسب": هو المخلص لله تعالى. فإن قاتل لعصبية، أو لغنيمة، أو لصيت، أو نحو ذلك: فليس له هذا الثواب ولا غيره.
قال النووي : وفي قوله: ( إلا الدين ) :تنبيه على جميع حقوق الآدميين. وأن الجهاد، والشهادة، وغيرهما من أعمال البر: لا يكفر حقوق الآدميين. وإنما يكفر حقوق الله تعالى.
وأما قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (نعم"، ) ثم قال بعد ذلك: ( إلا الدين ": ) فمحمول على أنه أوحي إليه به في الحال. ولهذا قال: ( إن جبريل قال لي ذلك ) انتهى.
وعبارة النيل: لعل الجواب منه "صلى الله عليه وآله وسلم" بقوله: ("نعم"، ) من غير استثناء: كان بالاجتهاد. ثم لما أخبره جبريل بما أخبر: استعاد النبي "صلى الله عليه وآله وسلم " من السائل سؤاله، [ ص: 498 ] ثم أخبره بأن استثناء الدين: ليس هو من جهته، وإنما هو بأمر الله له بذلك. انتهى.
ولا يخفى: أن بقاء الدين في ذمة الشهيد لا يمنع من الشهادة، بل هو شهيد مغفور له كل ذنب، إلا الدين. وذلك لا يستلزم عدم جواز الخروج إلى الجهاد، إلا بإذن من له الدين. والله أعلم.