[ ص: 528 ] وفي رواية: " لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا " ].
(الشرح)
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : الحديث يدل على أنه اجتماع مخصوص. قال: وهو مشكل المعنى. وأوجه ما فيه: أن يكون معناه: أنهما لا يجتمعان في وقت - إن استحق العقاب - فيضره بدخوله معه، وأنه لم ينفعه إيمانه وقتله إياه. وقد جاء مثل هذا في بعض الحديث.
لكن قوله في هذا الحديث: " مؤمن قتل كافرا ثم سدد ": مشكل؛ لأن المؤمن إذا سدد " يعني استقام على الطريقة المثلى، ولم يخلط ": لم يدخل النار أصلا، سواء قتل كافرا أو لم يقتله.
قال: ووجهه عندي: أن يكون قوله "ثم سدد ": عائدا على الكافر القاتل. ويكون بمعنى الحديث السابق: " يضحك الله لرجلين إلخ " ورأى بعضهم: أن هذا اللفظ تغيير من بعض الرواة. وأن صوابه: "مؤمن قتله كافر، ثم سدد ". ويكون المعنى: "لا يدخلانها للعقاب ". ويكون هذا استثناء من اجتماع الورود، وتخاصمهم على جسر جهنم. انتهى.
وقال في معنى الرواية الثانية: يحتمل: أن هذا مختص بمن قتل كافرا في الجهاد، فيكون ذلك مكفرا لذنوبه، حتى لا يعاقب عليها.
أو يكون بنية مخصوصة. أو حالة مخصوصة.
ويحتمل: أن يكون عقابه - إن عوقب -: بغير النار؛ كالحبس [ ص: 529 ] في الأعراف عن دخول الجنة أولا. ولا يدخل النار. أو يكون - إن عوقب بها -: في غير موضع عقاب الكفار. ولا يجتمعان في إدراكها. والله أعلم.