(عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة) رضي الله عنه: (قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: إذا سافرتم في الخصب) بكسر الخاء. وهو كثرة العشب والمرعى. وهو ضد الجدب.
(فأعطوا الإبل حظها من الأرض. وإذا سافرتم في السنة) المراد بها هنا: القحط. ومنه قوله تعالى: ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين أي: بالقحوط.
(فأسرعوا عليها السير. وإذا عرستم بالليل، فاجتنبوا الطريق، فإنها مأوى الهوام بالليل) .
[ ص: 568 ] معنى الحديث: الحث على الرفق بالدواب، ومراعاة مصلحتها؛ فإن سافروا في الخصب قللوا السير، وتركوها ترعى في بعض النهار وفي أثناء السير، فتأخذ حظها من الأرض، بما ترعاه منها. وإن سافروا في القحط عجلوا السير، ليصلوا المقصد وفيها بقية من قوتها. ولا يقللوا السير فيلحقها الضرر، لأنها لا تجد ما ترعى فتضعف ويذهب " "نقيها " وهو المخ. وربما كلت ووقفت. وقد جاء في أول هذا الحديث، في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الموطأ: " nindex.php?page=hadith&LINKID=661705إن الله رفيق يحب الرفق".
" والتعريس ": النزول في أواخر الليل، للنوم والراحة. هذا قول الخليل، والأكثرين. وقال أبو زيد: هو النزول أي وقت كان، من ليل أو نهار.
والمراد هنا هو: الأول. وهذا أدب من آداب السير والنزول، أرشد إليه صلى الله عليه وآله وسلم. لأن الحشرات ودواب الأرض، من [ ص: 569 ] ذوات السموم والسباع: تمشي في الليل على الطرق لسهولتها. ولأنها تلتقط منها ما يسقط من مأكول ونحوه، وما تجد فيها من رمة ونحوها. فإذا عرس الإنسان في الطريق، ربما مر به منها، ما يؤذيه. فينبغي أن يتباعد عن الطريق.