يعني «أسامة» فسأله: فيحتمل أن يجمع بينها بأن nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة وقع في نفسه من ذلك شيء بعد قتله، ونوى أن يسأل عنه، فجاء البشير فأخبر به قبل مقدم nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم أيضا بعد قدومهم فسأل nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة فذكره.
وليس في قوله «فذكرته» ، ما يدل على أنه قاله ابتداء قبل تقدم علم النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقال: (لا إله إلا الله) وقتلته؟»
[ ص: 82 ] قال: قلت: يا رسول الله! إنما قالها خوفا من السلاح. قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها، أي: القلب «أم لا؟» ومعناه: إنك إنما كلفت بالعمل بالظاهر وما ينطق به اللسان، وأما القلب فليس لك طريق إلى معرفة ما فيه، فأنكر عليه امتناعه من العمل بما ظهر باللسان.
وقال: «أفلا شققت عن قلبه» لتنظر: هل قالها القلب واعتقدها، وكانت فيه أم لم تكن فيه، بل جرت على اللسان فحسب؟ يعني: وأنت لست بقادر على هذا. فاقتصر على اللسان فحسب، ولا تطلب غيره.
«وفيه» دليل للقاعدة المعروفة في الفقه والأصول: أن الأحكام يعمل فيها بالظواهر، والله يتولى السرائر. (فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ ) وفي رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة «أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم» .
معناه: لم يكن تقدم إسلامي بل ابتدأت الآن الإسلام ليمحو عني ما تقدم. وقال هذا الكلام من عظم ما وقع فيه.
وأما كونه صلى الله عليه وسلم لم يوجب على nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة قصاصا ولا دية ولا كفارة، فقد يستدل به لإسقاط الجميع؛ ولكن «الكفارة» واجبة. والقصاص ساقط للشبهة؛ فإنه ظنه «كافرا» وظن أن إظهاره كلمة التوحيد في هذه الحال لا يجعله مسلما.
وفي وجوب الدية قولان nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي؛ وقال بكل واحد منهما بعض العلماء ويجاب عن عدم ذكر «الكفارة» بأنها ليست على الفور، بل هي على التراخي. وتأخير البيان إلى وقت الحاجة جائز على المذهب الصحيح عند أهل الأصول.
[ ص: 83 ] وأما «الدية» على قول من أوجبها، فيحتمل أن أسامة كان في ذلك الوقت معسرا بها، فأخرت إلى يساره. قال: فقال nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «وأنا والله! لا أقتل مسلما» ، حتى يقتله -ذو البطين- يعني nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة» والبطين بضم الباء تصغير «البطن» وكان له بطن عظيم، قاله nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض. قال: «قال رجل: ألم يقل الله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فقال سعد: قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة، وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة.»