(عن nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف) رضي الله عنه : (أنه قال : بينا أنا واقف في الصف يوم بدر ، نظرت عن يميني وشمالي ، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار ، حديثة أسنانهما) بالجر ، صفة لغلامين . وأسنانهما بالرفع . (تمنيت لو كنت بين أضلع منهما) . هكذا هو في جميع النسخ : " أضلع " بالضاد المعجمة وبالعين . وكذا حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض عن جميع نسخ صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وهو الأصوب . قال: ووقع في بعض روايات nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : " أصلح ". قال : وكذا رواه مسدد . قلت: وكذا وقع في حاشية بعض نسخ صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم . ولكن الأول أصح وأجود . مع أن الاثنين صحيحان . ولعله قالهما جميعا. ومعنى " أضلع " : أقوى . من الضلاعة وهي القوة : قال في النهاية : معناه : بين رجلين أقوى من اللذين كنت بينهما وأشد .
(فغمزني أحدهما ، فقال : يا عم ! هل تعرف أبا جهل ؟ قال : قلت : نعم . وما حاجتك إليه ؟ يا ابن أخي ! قال : أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. والذي نفسي بيده لئن رأيته ، لا يفارق سوادي سواده) أي : شخصي شخصه . " والسواد " بفتح السين : هو الشخص .
(حتى يموت الأعجل منا) . أي : لا أفارقه ، حتى يموت أحدنا ، وهو الأقرب أجلا.
[ ص: 7 ] وقيل : إن لفظ "الأعجل" تصحيف . وإنما هو "الأعجز " . وهو الذي يقع في كلام العرب كثيرا . قال في الفتح : والصواب :ما وقع في الرواية . لوضوح معناه .
(فتعجبت لذلك . فغمزني الآخر ، فقال مثلها . قال : فلم أنشب) أي : لم ألبث (أن نظرت إلى أبي جهل ، يزول في الناس) بالزاي والواو . قال النووي : هكذا هو في جميع نسخ بلادنا . وكذا رواه القاضي عن جماهير شيوخهم . قال: ووقع عند بعضهم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13486ابن ماهان : " يرفل " بالراء والفاء . قال : والأول أظهر وأوجه . ومعناه : يتحرك وينزعج ، ولا يستقر على حالة ولا في مكان . " والزوال " : القلق . قال: فإن صحت الرواية الثانية ، فمعناه: يسبل ثيابه ودرعه ويجره .
(فقلت : ألا تريان ؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه . قال : فابتدراه ، فضرباه بسيفيهما حتى قتلاه ، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم ، فأخبراه . فقال : " أيكما قتله ؟ فقال كل واحد منهما : أنا قتلته. فقال : " هل مسحتما سيفيكما ؟ قالا : لا . فنظر في السيفين ، فقال : " كلاكما قتله ") .
قال المهلب : نظره صلى الله عليه وآله وسلم في السيفين ، واستدلاله : ليرى ما بلغ الدم من سيفيهما ، ومقدار عمق دخولهما في جسم المقتول ، [ ص: 8 ] ليحكم بالسلب لمن كان في ذلك أبلغ . ولذلك سألهما أولا : هل مسحتما سيفيكما أم لا؟ لأنهما لو مسحاهما ، لما تبين المراد من ذلك .
(وقضى بسلبه nindex.php?page=showalam&ids=151لمعاذ بن عمرو بن الجموح) .
اختلف العلماء في معنى هذا الحديث ;
فقالت الشافعية : اشترك هذان الرجلان في جراحته . لكن nindex.php?page=showalam&ids=32معاذا هذا أثخنه أولا ، فاستحق السلب . وإنما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " كلاكما قتله " تطييبا لقلب الآخر ، من حيث إن له مشاركة في قتله . وإلا فالقتل الشرعي الذي يتعلق به استحقاق السلب ، وهو الإثخان ، وإخراجه عن كونه متمنعا : إنما وجد من nindex.php?page=showalam&ids=151معاذ بن عمرو بن الجموح . فلهذا قضى له بالسلب . وقالوا : وإنما أخذ السيفين ، ليستدل بهما على حقيقة كيفية قتلهما . فعلم أن ابن الجموح أثخنه . ثم شاركه الثاني بعد ذلك ، وبعد استحقاقه السلب . فلم يكن له حق في السلب .
وقال أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : إنما أعطاه لأحدهما ، لأن الإمام مخير في السلب يفعل فيه ما يشاء . قال النووي : وقد سبق الرد على مذهبهم هذا . انتهى .
وأطال في النيل ، في بيان هذا الإشكال وحله . فراجعه .
(والرجلان : nindex.php?page=showalam&ids=151معاذ بن عمرو بن الجموح ، ومعاذ بن عفراء) . هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم ، من رواية يوسف بن الماجشون . وجاء في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري [ ص: 9 ] أيضا ، من حديث إبراهيم بن سعد : أن الذي ضربه ، ابنا عفراء . وذكره أيضا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود . وأن ابني عفراء ضرباه حتى برد . وذكر ذلك nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بعد هذا .
وذكر غيرهما : أن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، هو الذي أجهز عليه ، وأخذ رأسه . وكان وجده وبه رمق . وله معه خبر معروف . قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : هذا قول أكثر أهل السير . قلت : يحمل على أن الثلاثة اشتركوا في قتله ، وكان الإثخان من " nindex.php?page=showalam&ids=151معاذ بن عمرو بن الجموح ". وجاء nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود بعد ذلك وفيه رمق ، فجز رقبته .
قال في النيل : وقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : أنهما ابنا عفراء . فقيل : إن " عفراء " أم معاذ . واسم أبيه : " الحارث". وأما ابن الجموح ، فليس اسم أمه "عفراء" . وإنما أطلق عليه تغليبا . ويحتمل : أن تكون أم معاذ أيضا تسمى : " عفراء " ، وأنه لما كان لمعوذ أخ يسمى : " nindex.php?page=showalam&ids=32معاذا " باسم الذي شركه في قتل أبي جهل ، ظنه الراوي أخاه . انتهى .
وفيه : أنه ينبغي أن لا يحتقر أحد . فقد يكون بعض من يستصغر عن القيام بأمر ، أكبر مما في النفوس وأحق بذلك الأمر ، كما جرى لهذين الغلامين . والله أعلم بالصواب .