وهو بصحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم \ النووي ص 76-79 ج 12 المطبعة المصرية
[ عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، أنها أخبرته، أن nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق، تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر nindex.php?page=hadith&LINKID=660312فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال" وإني، والله! لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر أن يدفع إلى nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة شيئا. فوجدت nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة على أبي بكر في ذلك. قال فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ليلا. ولم يؤذن بها nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر . وصلى عليها nindex.php?page=showalam&ids=8علي. وكان nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي من الناس وجهة، حياة nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة فلما توفيت استنكر nindex.php?page=showalam&ids=8علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن بايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر [ ص: 38 ] أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد (كراهية محضر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب) فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر والله لا تدخل عليهم وحدك فقال nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر وما عساهم أن يفعلوا بي إني والله لآتينهم فدخل عليهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر فتشهد nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ثم قال إنا قد عرفنا يا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر فضيلتك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نحن نرى لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يكلم nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فإني لم آل فيها عن الحق ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته فقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر صلاة الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن nindex.php?page=showalam&ids=8علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب فعظم حق أبي بكر وأنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا كنا نرى لنا في الأمر نصيبا فاستبد علينا به فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت فكان المسلمون إلى nindex.php?page=showalam&ids=8علي قريبا حين راجع الأمر المعروف .
[ ص: 39 ] (الشرح)
(عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة) رضي الله تعالى عنها ، (أن nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أرسلت إلى nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، (تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم ، مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك) ، وما بقي من خمس خيبر . فقال أبو بكر : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : "لا نورث . ما تركنا صدقة . إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه) وآله (وسلم في هذا المال ، وإني والله ! لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم عن حالها التي كانت عليها ، في عهد رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم . ولأعملن فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم . وأبى أبو بكر أن يدفع إلى nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة شيئا . فوجدت nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة على أبي بكر في ذلك . قال : فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت . وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم ستة أشهر) .
أما هجرانها فمعناه : ما مر من انقباضها عن لقائه . وليس هذا من الهجران المحرم ، الذي هو ترك السلام والكلام ، والإعراض عن اللقاء .
ومعنى " فلم تكلمه ": يعني في هذا الأمر . أو لانقباضها لم تطلب [ ص: 40 ] منه حاجة ، ولا اضطرت إلى لقائه فتكلمه . ولم ينقل أنهما التقيا فلم تسلم عليه ولا كلمته .
وأما كونها عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ستة أشهر" ، فهذا هو الصحيح المشهور . وقيل : " ثمانية أشهر " . وقيل : "ثلاثة ". وقيل : " شهرين " . وقيل : " سبعين يوما " .
فعلى الصحيح ، قالوا : توفيت لثلاث مضين من شهر رمضان ، سنة إحدى عشرة .
(فلما توفيت ، دفنها زوجها nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنهم (ليلا. ولم يؤذن بها nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر . وصلى عليها nindex.php?page=showalam&ids=8علي) .
فيه . جواز الدفن ليلا . وهو مجمع عليه . لكن النهار أفضل ، إذا لم يكن عذر .
(وكان nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي من الناس وجهة ، حياة nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة) رضي الله عنهما .
(فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس ، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته . ولم يكن بايع تلك الأشهر) .
أما تأخر nindex.php?page=showalam&ids=8علي " رضي الله عنه ، عن البيعة ، فقد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=8علي في هذا الحديث ، واعتذر أبو بكر "رضي الله عنه" . ومع هذا ، فتأخره ليس بقادح في البيعة ، ولا فيه ;
وأما عدم القدح فيه: فلأنه لا يجب على كل واحد أن يأتي إلى الإمام ، فيضع يده في يده ويبايعه . وإنما يلزمه - إذا عقد أهل الحل والعقد للإمام - : الانقياد له ، وأن لا يظهر خلافا ، ولا يشق العصا . وهكذا كان شأن nindex.php?page=showalam&ids=8علي "رضي الله عنه" ، في تلك المدة التي قبل بيعته . فإنه لم يظهر على أبي بكر خلافا ، ولا شق العصا . ولكنه تأخر عن الحضور عنده ، للعذر المذكور في الحديث . ولم يكن انعقاد البيعة وانبرامها متوقفا على حضوره ، فلم يجب عليه الحضور لذلك ولا لغيره . فلما لم يجب : لم يحضر . وما نقل عنه قدح في البيعة ، ولا مخالفة . ولكن بقي في نفسه عتب ، فتأخر حضوره إلى أن زال العتب .
وكان سبب العتب : أنه مع وجاهته وفضيلته في نفسه في كل شيء ، وقربه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وغير ذلك : رأى أنه لا يستبد بأمر إلا بمشورته وحضوره .
وكان عذر أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر وسائر الصحابة واضحا. لأنهم رأوا المبادرة [ ص: 42 ] بالبيعة من أعظم مصالح المسلمين . وخافوا من تأخيرها : حصول خلاف ونزاع تترتب عليه مفاسد عظيمة . ولهذا أخروا دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى عقدوا البيعة . لكونها كانت أهم الأمور . كيلا يقع نزاع في مدفنه ، أو كفنه ، أو غسله ، أو الصلاة عليه ، أو غير ذلك ، وليس لهم من يفصل الأمور . فرأوا تقدم البيعة أهم الأشياء . والله أعلم . ذكر ذلك كله النووي ، " رحمه الله تعالى ".
(فأرسل إلى أبي بكر : أن ائتنا ، ولا يأتنا معك أحد ، " كراهية محضر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ") رضي الله عنه (فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر : والله ! لا تدخل عليهم وحدك) .
أما كراهتهم لمحضر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : فلما علموا من شدته وصدعه بما يظهر له .
فخافوا أن ينتصر nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر "رضي الله عنه" ، فيتكلم بكلام يوحش قلوبهم على أبي بكر . وكانت قلوبهم قد طابت عليه وانشرحت له . فخافوا أن يكون حضور nindex.php?page=showalam&ids=2عمر سببا لتغيرها .
وأما قول nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : " لا تدخل إلخ " ، فمعناه أنه خاف أن يغلظوا عليه في المعاتبة ، ويحملهم على الإكثار من ذلك : لين أبي بكر ، وصبره عن الجواب عن نفسه . وربما رأى من كلامهم ما غير قلبه ، فيترتب على ذلك مفسدة خاصة أو عامة . وإذا حضر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر امتنعوا من ذلك .
وأما كون nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حلف : أن لا يدخل عليهم أبو بكر وحده ، فحنثه أبو بكر (فقال أبو بكر : وما عساهم أن يفعلوا بي ؟ والله ! لآتينهم) [ ص: 43 ] ودخل وحده : ففيه دليل على أن إبرار القسم إنما يؤمر به الإنسان ، إذا أمكن احتماله بلا مشقة ، ولا تكون فيه مفسدة . وعلى هذا يحمل الحديث بإبرار القسم .
(فدخل عليهم أبو بكر) وحده ، (فتشهد nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، ثم قال : إنا قد عرفنا ، يا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر ! فضيلتك وما أعطاك الله . ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك) هو بفتح الفاء . يقال : " نفست عليه " بكسر الفاء " أنفس " بفتحها "نفاسة " ، وهو قريب من معنى " الحسد ".
(ولكنك استبددت علينا بالأمر ، وكنا نحن نرى لنا حقا ، لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم . فلم يزل يكلم nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر ، حتى فاضت عينا أبي بكر ، رضي الله عنه . (فلما تكلم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده ! لقرابة رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، أحب إلي أن أصل من قرابتي . وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال ، فإني لم آل فيها عن الحق ، ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصنعه فيها ، إلا صنعته) .
معنى " شجر " : الاختلاف ، والمنازعة . " ولم آل "، معناه : لم أقصر .
[ ص: 44 ] (فقال علي nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر : موعدك العشية للبيعة ، فلما صلى أبو بكر صلاة الظهر ، رقي على المنبر) بكسر القاف . يقال : " رقي يرقى " كعلم يعلم .
(فتشهد . وذكر شأن nindex.php?page=showalam&ids=8علي) رضي الله عنه ، (وتخلفه عن البيعة ، وعذره بالذي اعتذر إليه . ثم استغفر . وتشهد nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، فعظم حق أبي بكر . وأنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ، ولا إنكارا للذي فضله الله عز وجل به . ولكنا كنا نرى لنا في الأمر نصيبا ، فاستبد علينا به ، فوجدنا في أنفسنا . فسر بذلك المسلمون . وقالوا : أصبت . وكان المسلمون إلى nindex.php?page=showalam&ids=8علي " رضي الله عنه " قريبا ، حين راجع الأمر المعروف) .
هذا الحديث : له طرق وألفاظ عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ترجع إلى معنى ما ذكرنا .
وقد تعلقت بها الشيعة في الطعن على أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، "رضي الله عنهما" [ ص: 45 ] بناء على أوهامهم فيهما . وكل ذلك بمعزل عن التحقيق والتصديق بالإيمان ، والاتصاف بالإنصاف الذي هو خير الأوصاف . وليس ذكر الرد عليهم من غرضنا في هذا الكتاب . فقد قضى علماء السنة والجماعة " الوطر " عنهم . وكذبوهم في دعواهم في كتب مستقلة .