(عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس) رضي الله عنه : (أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم شاور ، حين بلغه إقبال أبي سفيان . فتكلم أبو بكر فأعرض عنه . ثم تكلم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فأعرض عنه . فقام nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة ، فقال : إيانا تريد ؟ يا رسول الله ! والذي نفسي بيده ! لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها) .
قال أهل العلم : إنما قصد صلى الله عليه وآله وسلم اختبار الأنصار . لأنه لم يكن بايعهم على أن يخرجوا معه للقتال وطلب العدو . وإنما بايعهم على أن يمنعوه ممن يقصده . فلما عرض الخروج لعير أبي سفيان ، أراد أن يعلم أنهم يوافقون على ذلك . فأجابوه أحسن جواب : بالموافقة التامة في هذه المرة وغيرها .
(ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد ، لفعلنا) . أما [ ص: 86 ] " برك " فهو بفتح الباء وإسكان الراء . هذا هو المعروف المشهور في كتب الحديث ، وروايات المحدثين . وكذا نقله nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض عن روايتهم . قال : وقال بعض أهل اللغة : صوابه كسر الراء . قال . وكذا قيده شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر ، في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وقال في المشارق : هو بالفتح) لأكثر الرواة. قال : ووقع للأصيلي والمستملي وأبي محمد الحموي : بالكسر) .
قال النووي قلت : وذكره جماعة من أهل اللغة بالكسر لا غير .
واتفق الجميع على أن الراء ساكنة ، إلا ما حكاه القاضي عن nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي أنه ضبطه : بإسكانها وفتحها . وهذا غريب ضعيف .
وأما " الغماد " فبكسر الغين وضمها . لغتان مشهورتان . لكن الكسر أفصح . وهو المشهور في روايات المحدثين . والضم هو المشهور في كتب اللغة) . وحكى صاحب " المشارق والمطالع " : الوجهين ، عن ابن دريد . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض في الشرح : ضبطناه في الصحيحين بالكسر : قال : وحكى ابن دريد فيه : الضم والكسر . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي في كتابه "المؤتلف والمختلف [ ص: 87 ] في أسماء الأماكن " : هو بكسر الغين ، ويقال بضمها . قال : وقد ضبطه ابن الفرات في أكثر المواضع : بالضم . لكن أكثر ما سمعته من المشايخ : بالكسر . قال : وهو موضع من وراء مكة بخمس ليال ، بناحية الساحل. وقيل : بلدتان . هذا قول nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض ، وغيره : هو موضع بأقاصي هجر .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي : " برك الغماد ، وسعفان هجر " كناية . يقال فيما تباعد .
قال : فندب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناس ، فانطلقوا حتى نزلوا بدرا ووردت عليهم روايا قريش ، وفيهم غلام أسود لبني الحجاج ، فأخذوه . فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه ؟ فيقول : مالي علم بأبي سفيان . ولكن هذا أبو جهل ، وعتبة ، وشيبة ، وأمية بن خلف . فإذا قال ذلك ، ضربوه . فقال : نعم . أنا أخبركم . هذا أبو سفيان . فإذا تركوه فسألوه ؟ فقال : مالي بأبي سفيان علم . ولكن هذا أبو جهل ، وعتبة ، وشيبة ، وأمية بن خلف ، في الناس . فإذا قال هذا أيضا ، ضربوه . ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يصلي . فلما رأى ذلك انصرف) أي : سلم من صلاته .
فيه : استحباب تخفيفها ، إذا عرض أمر في أثنائها .
[ ص: 88 ] (وقال : والذي نفسي بيده ! لتضربوه إذا صدقكم . وتتركوه إذا كذبكم) . هكذا وقع في النسخ : " تضربوه وتتركوه " بغير نون. وهي لغة سبق بيانها مرات . أعني : حذف النون بغير ناصب ولا جازم .
إحداهما : إخباره صلى الله عليه وآله وسلم بمصرع جبابرتهم . فلم يبعد أحد مصرعه ، كما قال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه : (فما ماط) أي . فما تباعد (أحدهم عن موضع يد رسول الله ، صلى الله عليه وآله (وسلم) .
الثانية : إخباره صلى الله عليه وآله وسلم ، بأن الغلام الذي كانوا يضربونه : يصدق إذا تركوه ويكذب إذا ضربوه . وكان كذلك في نفس الأمر . والله أعلم ، ولله الحمد .