(عن أنس بن مالك) رضي الله عنه : (قال : بعث رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم بسيسة) هكذا هو في جميع النسخ : " بسيسة " بباء موحدة مضمومة ، وبسينين مهملتين مفتوحتين ، بينهما ياء ساكنة . قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، وأصحاب الحديث .
قال : والمعروف في كتب السيرة : " بسبس ". وهو ابن عمرو (ويقال : ابن بشر) . من الأنصار ، من الخزرج . ويقال : حليف لهم .
قال النووي : ويجوز أن يكون أحد اللفظين اسما له ، والآخر لقبا .
(عينا) أي : متجسسا ورقيبا (ينظر ما صنعت عير أبي سفيان) هي الدواب ، التي تحمل الطعام وغيره من الأمتعة . قال في " المشارق " : العير ، هي الإبل والدواب ، تحمل الطعام وغيره ، من التجارات . قال : ولا تسمى عيرا ، إلا إذا كانت كذلك . وقال الجوهري : "العير" الإبل تحمل الميرة . وجمعها : " عيرات "، بكسر العين وفتح الياء .
(فجاء ، وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم - قال : لا أدري ، ما استثنى بعض نسائه - قال : فحدثه الحديث . قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتكلم ، فقال : إن لنا طلبة) بفتح الطاء وكسر اللام . أي : شيئا نطلبه . (فمن كان ظهره حاضرا ، فليركب معنا) . الظهر : الدواب التي تركب .
[ ص: 91 ] (فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم) ، بضم الظاء وإسكان الهاء .
أي : مركوباتهم .
وفي هذا : استحباب التورية في الحرب . وأن لا يبين الإمام جهة إغارته وإغارة سراياه ، لئلا يشيع ذلك فيحذرهم العدو .
(في علو المدينة) بضم العين وكسرها .
(فقال : لا. إلا من كان ظهره حاضرا . فانطلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه ، حتى سبقوا المشركين إلى بدر . وجاء المشركون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء ، حتى أكون أنا دونه) أي : قدامه متقدما في ذلك الشيء ، لئلا يفوت شيء من المصالح التي لا تعلمونها .
(فدنا المشركون ، فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم : قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض . قال : يقول عمير بن الحمام) بضم الحاء وتخفيف الميم ( الأنصاري) رضي الله عنه : (يا رسول الله ! جنة عرضها السموات والأرض ؟ قال : "نعم" . قال : بخ بخ . فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم : ما يحملك على قولك بخ بخ) فيه لغتان : إسكان الخاء ، وكسرها منونة . وهي كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير .
(قال : لا . والله ! يا رسول الله ! إلا رجاءة) بالمد ونصب التاء . وفي [ ص: 92 ] بعضها : "رجاء" بلا تنوين. وفي بعضها بالتنوين " ممدودان بحذف التاء " . وكله صحيح معروف في اللغة .
ومعناه : ما فعلته لشيء ، إلا لرجاء (أن أكون من أهلها . قال : "فإنك من أهلها" ، قال : فأخرج تمرات من قرنه) بفتح القاف والراء ، ثم نون . أي : جعبة النشاب .
(فجعل يأكل منهن . ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه ، إنها لحياة طويلة . فرمى بما كان معه من التمر . ثم قاتلهم حتى قتل) .