(عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه : (قال : بينما رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم يصلي عند البيت ، وأبو جهل وأصحاب له جلوس ، وقد نحرت جزور بالأمس . فقال أبو جهل : أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان) . "السلا" بفتح السين وتخفيف اللام ، مقصور . وهو اللفافة التي يكون فيها الولد ، في بطن الناقة وسائر الحيوان . وهي من الآدمية : " المشيمة ".
(فيأخذه فيضعه في كتفي محمد ) صلى الله عليه وآله وسلم ، (إذا سجد. فانبعث أشقى القوم) . هو " عقبة بن أبي معيط " ، كما صرح به nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في رواية أخرى . (فأخذه . فلما سجد النبي صلى الله عليه) [ ص: 117 ] وآله (وسلم ، وضعه بين كتفيه . قال : فاستضحكوا . وجعل بعضهم يميل على بعض . وأنا قائم أنظر . لو كانت لي منعة) بفتح النون . وحكي إسكانها ، وهو شاذ ضعيف. ومعناها : قوة أو عشيرة . وعلى هذا " منعة " : جمع مانع . ككاتب وكتبة ، وطالب وطلبة . أي : لو كانت لي قوة تمنع أذاهم . أو كانت عشيرة تمنعني (طرحته عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله (وسلم ، والنبي صلى الله عليه وآله (وسلم ساجد ، ما يرفع رأسه) .
فيه إشكال . فإنه يقال : كيف استمر في الصلاة ، مع وجود النجاسة على ظهره ؟
وأجاب nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : بأن هذا ليس بنجس . قال: لأن الفرث ورطوبة البدن طاهران . والسلا من ذلك . وإنما النجس : " الدم " . قال النووي : وهذا الجواب يجيء على مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ومن وافقه ، أن روث ما يؤكل لحمه طاهر . قال : ومذهبنا ومذهب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة وآخرين : نجاسته . وجواب nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض ضعيف ، أو باطل . لأن هذا السلا يتضمن النجاسة ، من حيث إنه لا ينفك من الدم في العادة . ولأنه ذبيحة عباد الأوثان ، فهو نجس ، وكذلك اللحم وجميع أجزاء هذا الجزور .
قال : وأما الجواب المرضي : أنه صلى الله عليه وآله وسلم ، لم يعلم ما وضع على ظهره . فاستمر في سجوده استصحابا للطهارة . وما ندري ! [ ص: 118 ] هل كانت هذه الصلاة فريضة ؟ فتجب إعادتها على الصحيح عندنا . أم غيرها ؟ فلا تجب . فإن وجبت الإعادة ، فالوقت موسع لها . فإن قيل: يبعد أن لا يحس بما وقع على ظهره ، قلنا : وإن أحس به ، فما يتحقق أنه نجاسة . انتهى .
وأقول : هذا الجواب مبني على شرطية الطهارة للصلاة . والحق : أن الطهارة) واجبة لها ، لا شرط لصحتها . فإن سلم أنه صلى الله عليه وآله وسلم علم بنجاسته ، واستمر في الصلاة ولم يعدها : كان هذا دليلا على عدم اشتراط الطهارة للصلاة . والدم حرام على الأصح وليس بنجس ، حتى يتكلف لتأويله هذا التكلف.
(حتى انطلق إنسان فأخبر nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة) رضي الله عنها ، (فجاءت وهي nindex.php?page=showalam&ids=149جويرية ، فطرحته عنه . ثم أقبلت عليهم تسبهم فلما قضى النبي صلى الله عليه ) وآله (وسلم صلاته ، رفع صوته ثم دعا عليهم .
وكان إذا دعا ، دعا ثلاثا. وإذا سأل ، سأل ثلاثا ) .
ثم قال : ( اللهم ! عليك بقريش " ثلاث مرات . فلما سمعوا [ ص: 119 ] صوته ، ذهب عنهم الضحك ، وخافوا دعوته . ثم قال : " اللهم ! عليك بأبي جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عقبة ") هكذا هو في جميع نسخ صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : " بالقاف " . واتفق العلماء على أنه غلط . وصوابه : " nindex.php?page=showalam&ids=15497الوليد بن عتبة " بالتاء . كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في رواية أخرى . وذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه ، وغيره من أئمة الحديث : على الصواب . وقد نبه عليه إبراهيم بن سفيان في آخر الحديث ، كما سيأتي .
(" وأمية بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، - وذكر السابع ولم أحفظه -) . وقد وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تسمية السابع أنه : " عمارة بن الوليد ".
(فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه) وآله (وسلم بالحق ! لقد رأيت الذي سمى صرعى يوم بدر . ثم سحبوا إلى القليب ، قليب بدر) هذه إحدى دعواته (صلى الله عليه وآله وسلم " المجابة .
" والقليب " هي البئر التي لم تطو . وإنما وضعوا في القليب تحقيرا لهم .
ولئلا يتأذى الناس برائحتهم . وليس هو دفنا . لأن الحربي لا يجب دفنه ، بل يترك في الصحراء ، إلا أن يتأذى به .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : اعترض بعضهم على هذا الحديث ، في قوله : " رأيتهم صرعى ببدر" . ومعلوم أن أهل السير قالوا . إن " عمارة بن الوليد " وهو أحد السبعة ، كان عند nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي ، فاتهمه في حرمه وكان جميلا ، [ ص: 120 ] فنفخ في إحليله سحرا ، فهام مع الوحوش في بعض جزائر الحبشة فهلك . قال : وجوابه : أن المراد أنه رأى أكثرهم . بدليل أن " عقبة بن أبي معيط ، منهم ، ولم يقتل ببدر . بل حمل منها أسيرا . وإنما قتله النبي صلى الله عليه وآله وسلم صبرا ، بعد انصرافه من بدر ، بعرق الظبية ، بضم الظاء وسكون الباء ، ثم ياء ثم هاء . هكذا ضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي في كتابه " المؤتلف في الأماكن " . قال: وقال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي : هو من الروحاء ، على ثلاثة أميال مما يلي المدينة .
(قال أبو إسحاق : " nindex.php?page=showalam&ids=292الوليد بن عقبة " غلط في هذا الحديث) . قال العلماء : " الوليد بن عقبة " بالقاف . هو ابن أبي معيط . ولم يكن ذلك الوقت موجودا . أو كان طفلا صغيرا جدا . فقد أتي به النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح ، وهو قد ناهز الاحتلام ، ليمسح على رأسه . والصحيح : " nindex.php?page=showalam&ids=15497الوليد بن عتبة " كما تقدم .