(عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه : (أن أعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الهجرة ؟ فقال : " ويحك ! إن شأن الهجرة لشديد . فهل لك من إبل ؟ قال : نعم . قال : (فهل تؤتي [ ص: 201 ] صدقتها ؟" قال : نعم) قال : فاعمل من وراء البحار) . قال العلماء : المراد بالبحار هنا : القرى . والعرب تسمي القرى : "البحار". والقرية : البحيرة .
(فإن الله لن يترك) بكسر التاء . أي لن ينقصك (من عملك) ، أي :
من ثواب أعمالك (شيئا) ، حيث كنت . قال العلماء : المراد بالهجرة التي سأل عنها الأعرابي : ملازمة المدينة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وترك أهله ووطنه . فخاف عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أن لا يقوى لها ، ولا يقوم بحقوقها ، وأن ينكص على عقبيه . فقال له : إن شأن الهجرة التي سألت عنها لشديد . ولكن اعمل بالخير في وطنك ، وحيثما كنت . فهو ينفعك ولا ينقصك الله منه شيئا . قاله النووي "رحمه الله".